السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالاخباروكالات الأمم المتحدة تبلغ مجلس الأمن بتدني الأوضاع الإنسانية في السودان

وكالات الأمم المتحدة تبلغ مجلس الأمن بتدني الأوضاع الإنسانية في السودان

أخطرت وكالات الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء بتفاقم الوضع الإنساني في السودان نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة تقارب العام.

يأتي هذا الإخطار بعد تقديم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “المذكرة البيضاء” إلى أعضاء مجلس الأمن في 15 مارس الجاري، استنادًا إلى قرار سابق صدر عن المجلس في عام 2018، الذي طلب فيه من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير سريع عند “حدوث خطر المجاعة نتيجة النزاع ونقص الأمن الغذائي على نطاق واسع”.

وأوضح إيديم ووسورنو، مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن “مع تصاعد حدة النزاع، فإن السودان يتجه نحو أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث يعاني أكثر من ثلث سكانه من نقص حاد في الأمن الغذائي”.

وتوقع أن يواجه السكان في بعض مناطق دارفور، خلال فصل الجفاف المقبل في مايو، مأساة بالغة الخطورة. وزادت مستويات سوء التغذية بشكل مقلق، مما يؤدي إلى وفاة الأطفال بالفعل.

وأشار إلى تقارير تفيد بوجود مقابر جماعية وحالات اغتصاب جماعي وهجمات عشوائية في المناطق المكتظة بالسكان، مؤكدًا أن الأعمال العدائية قد تسببت في أضرار جسيمة، إضافة إلى نهب وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية الحيوية.

وأوضح أن المزارعين اضطروا إلى ترك أراضيهم والفرار لحماية أسرهم وأطفالهم، خاصة مع انتشار النزاع إلى ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023، التي تعتبر مصدرًا لنحو نصف إنتاج السودان من القمح.

ويخشى الآن من تأثير المداهمات المتكررة التي تنفذها قوات الدعم السريع على القرى والمدن في ولاية الجزيرة، خاصة في فترة حصاد القمح في مارس الجاري، حيث تسببت في تقليل المساحات المزروعة.

وأشار إيديم إلى أن النزاع الذي اندلع في 15 أبريل 2023، أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 83% مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

وأضاف: “بكل المقاييس، ونظرًا للحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية وعدد النازحين الذين يعانون من الجوع، يُعَد السودان واحدًا من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.

وأوضح نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير عملياته، كارل سكاو، أن “هناك خطرًا حقيقيًا ومتزايدًا من أن يؤدي العنف في السودان إلى تفاقم الأزمة الغذائية”.

وأشار إلى جهود البرنامج في تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، على الرغم من التحديات الكبيرة، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة ونقص الموارد.

وأوضح أن 90% من الأشخاص في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي، الذين يحتاجون إلى مساعدات للحفاظ على حياتهم، محاصرون في مناطق مثل الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان، حيث يعاني الوكلاء الإنسانية من صعوبة الوصول إليهم.

وأشار إلى التحديات التي تواجه جهود الوصول إليهم، بما في ذلك العنف المستمر وتدخل الأطراف المتحاربة، بالإضافة إلى العقبات البيروقراطية التي تعيق العمل الإنساني.

وقد وافقت السلطات السودانية على دخول المساعدات عبر معابر برية وجوية وبحرية تربط السودان بتشاد وجنوب السودان ومصر، وهي جميعًا تخضع لسيطرة الجيش.

وشدد على أهمية الجهود المشتركة والتنسيق الدبلوماسي في منع السودان من الانزلاق إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي، مع الحاجة الملحة لتوفير إمكانية الوصول الغير مقيدة عبر الحدود.

وحذر مدير منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، مارويتسيو مارتينا، من تصاعد الوضع إلى حالة كارثية خاصة في غرب ووسط دارفور، مع اقتراب موسم الجفاف في مايو القادم.

يقيد النزاع الإنتاج الزراعي ويسبب دمارًا للبنية التحتية الأساسية ووسائل العيش، مما يعيق التدفقات التجارية ويؤدي إلى زيادات حادة في الأسعار.

يعمل نحو 80% من القوة العاملة في السودان في قطاعي الزراعة والرعي، اللذين يساهمان بنسبة 32.7% من إجمالي الناتج المحلي، الذي بلغ 34.3 مليار دولار في نهاية عام 2021 وفقًا لتقديرات البنك الدولي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات