السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالرأيأنقذوا كبكابية وكتم ...

أنقذوا كبكابية وكتم …

‏في شمال دارفور، حيث تنتشر القرى والمدن على امتداد الصحراء والوديان، تقع منطقتا كتم وكبكابية على بعد 113 كيلومترًا عن بعضهما البعض. ولكن هذا القرب الجغرافي لم يكن كافياً لحمايتهما من وحشية الحرب والدمار. بالأمس، تحولت هاتان المنطقتان إلى ساحات لمجازر مروعة ارتكبها الجيش ضد المدنيين الأبرياء، مما يستدعي إدانة صريحة وقوية لهذه الأعمال الإجرامية التي تصنف كجرائم حرب.

في الأيام الأخيرة، شهدت منطقتا كتم وكبكابية غارات جوية عشوائية شنتها الطائرات التابعة لجيش البرهان. هذه الغارات لم تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. في مستشفى كتم والسوق، سقط المدنيون بالعشرات، ما بين قتيل وجريح، في مشاهد مروعة تعكس مدى الاستهتار بحياة الأبرياء.

سياسة الأرض المحروقة:

تتبع القوات الجوية لجيش البرهان سياسة الأرض المحروقة، وهي استراتيجية لا تميز بين مقاتل ومدني، ولا بين مبنى عسكري ومنشأة طبية. إن هذه السياسة التي تعتمد على القصف العشوائي تؤدي إلى دمار شامل وترويع السكان، مما يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية. هل يمكننا أن نتخيل أن حصيلة القصف في الأيام الثلاثة الأخيرة قد بلغت ما لا يقل عن 90 طفلاً وعشرات النساء؟ هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي أرواح بشرية، كل منها يحمل قصة ومعاناة.

في كبكابية، يوم الثلاثاء 28 مايو، استهدفت الغارات الجوية مستوصف خليل نصر وروضة للأطفال، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا وتدمير المنشآت. وفي كتم، تعرض مستشفى كتم التعليمي لنفس المصير، في مشهد يعكس مدى الوحشية التي يمارسها الجيش ضد المدنيين الأبرياء.

جرائم ضد الإنسانية:

هذه العمليات الإجرامية ليست سوى استمرار لسلسلة من الجرائم التي ترتكبها القوات المسلحة ضد المدنيين في دارفور. إن استهداف المستشفيات والمدارس والأسواق هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان. هذه الهجمات التي لا تميز بين صغير وكبير، بين مريض وسليم، ترتكب في إطار استراتيجية ممنهجة لزرع الرعب وتدمير البنية التحتية الحيوية.

من الضروري أن يدين المجتمع الدولي بأقوى العبارات هذه الجرائم البشعة. يجب أن يتم تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، وأن يتم اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين الأبرياء. إن صمت المجتمع الدولي على هذه الفظائع يعتبر تواطؤًا غير مقبول ويعطي الضوء الأخضر للمزيد من الجرائم.

أنقذوا كبكابية وكتم:

نحن نوجه نداءً عاجلاً إلى جميع أصحاب الضمائر الحية في العالم. إن ما يحدث في كتم وكبكابية هو مأساة إنسانية تتطلب تدخلاً فوريًا. ندعو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه المجازر وحماية المدنيين. كما ندعو الدول الكبرى إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على حكومة البرهان لوقف هذه الهجمات الوحشية.

إننا نطالب بفتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية. لا يمكن أن نسمح بمرور هذه الجرائم دون محاسبة، فكل يوم يمر دون تدخل هو يوم يُضاف إلى معاناة المدنيين ويزيد من عدد الضحايا.

نداء إلى الإنسانية:

إن ما يحدث في كتم وكبكابية ليس مجرد أحداث عابرة، بل هي مأساة إنسانية يجب أن تهز ضمائرنا وتحرك مشاعرنا. علينا جميعًا أن نقف ضد هذه الجرائم البشعة وأن نعمل معًا من أجل حماية الأبرياء وإعادة السلام إلى دارفور. إن الإنسانية تتطلب منا أن نكون صوتًا للذين لا صوت لهم، وأن نعمل بجد لوقف هذه الكارثة وإحلال العدالة.

فلنرفع جميعًا صوتنا عاليًا ونقول: كفى للمجازر، كفى للدمار، كفى للحرب. الرجاء دعم ‎#انقذواكبكابية ‎#انقذوادارفور

ريماز علي ريري

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات