أجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اتصالين يوم الأربعاء، أحدهما برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والآخر بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو. ونفى أحد أعضاء وفد التفاوض مع الدعم السريع تلقيهم موعداً لجولة جديدة في منبر جدة قريباً.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية أن بن فرحان ناقش مع القادة العسكريين تداعيات الأوضاع الحالية وتأثيرها على الشعب السوداني، داعياً إياهم إلى تجنب إلحاق المزيد من الدمار بالبلاد والحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية. ودعاهما أيضاً إلى وقف القتال لحماية مؤسسات الدولة وسلامة السودان والمضي به نحو الاستقرار وفقاً للبيان.
تقود السعودية جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية وساطة للضغط على القادة العسكريين لوقف الحرب التي دخلت العام الماضي، مما تسبب في تدهور بالغ في الأوضاع الإنسانية، وتدمير واسع للبنى التحتية والمنازل والمؤسسات الحكومية والخاصة، مما أدى إلى نزوح حوالي 10 ملايين سوداني.
وأوضح قائد الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” في منصة “اكس” أن الاتصال بوزير الخارجية السعودي تناول الأوضاع الراهنة وسبل التخفيف من معاناة الشعب السوداني.
وأشار حميدتي، إلى أنهم أكدوا لسمو الأمير فيصل بن فرحان أن الطرف الآخر يظهر عدم امتلاك إرادة حقيقية لوقف الحرب، بل يسعى لتمديد فترتها وتوسيع نطاقها، من خلال عرقلة منبر جدة الأول والثاني، ورفض مبادرة إيقاد. وأكد أن كل هذه الخطوات، في النهاية، تؤدي إلى زيادة حجم المعاناة الإنسانية بشكل كبير وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار بلادهم والمنطقة بأسرها.
ونفت قوات الدعم السريع تلقي دعوة رسمية لاستئناف التفاوض في منبر جدة.
وفي الثالث من ديسمبر الماضي، قررت الوساطة السعودية الأميركية في منبر جدة تعليق التفاوض بين الجيش والدعم السريع إلى أجل غير مسمى، بعد عدم تنفيذ الأطراف إجراءات بناء الثقة وإنهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية.
وأوضح عضو وفد الدعم السريع في مفاوضات جدة، محمد مختار النور، أنهم لم يتلقوا دعوة رسمية من المسهلين في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإيقاد أو الأطراف الدولية والإقليمية لاستئناف التفاوض مع الجيش في منبر جدة.
وأكد النور عدم وجود تطلعات لطرح شروط جديدة في عملية التفاوض، مشيرًا إلى استمرار التمسك بنفس شروط اتفاق جدة ووثيقة المبادئ في المنامة، معتبرًا ذلك الأمر ضروريًا.
من جانب آخر، ناقشت المحادثات التي جمعت أمير الكويت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء تطورات الأوضاع في السودان.
وجدد البيان الختامي المشترك الدعوة إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، ورفض التدخلات الخارجية لدعم أي من الأطراف عسكريًا، مؤكدًا أن أي حل سياسي حقيقي يجب أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة من دون أي تدخلات خارجية.
وحث البيان على اتخاذ قرارات تسهم في حل الأزمة في السودان، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه القرارات مبنية على وحدة السودان وسيادته، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية لمنع انهيارها. كما دعا إلى استشارة المؤسسات والمنظمات الإقليمية المؤثرة، مثل منبر جدة وآلية دول جوار السودان والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، للحفاظ على مصالح وقدرات الشعب السوداني.