السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالرأيواقعين في بعض….وواقعين في جدة

واقعين في بعض….وواقعين في جدة

أبدأ مقالي كما يجب ويفترض….التحية لمن هم ارفع قدرا منا (شهداء الوطن) جميعا الذين راحوا ضحية لهذه الحرب المجنونة والتي دارت عجلاتها المدمرة وسط المواطنين في الخرطوم وعدد من المدن , كما نتمنى ان يشفي الله جروح من اصيبوا ويجمع شمل المفقودين عاجلا غير اجل…انه حينما ننظر للحال الذي وصلنا اليه فإنه يتضح تماما كيف هو حجم الكارثة والدمار……جلست مع احد الاصدقاء غير السودانيين من الجاليات العربية في احدى مقاهي اديس قبل مدة ليست ببعيدة(بعد الحرب) فالتاريخ للسودانيين اصبح مقسوما على اثنين (قبل الحرب وبعد الحرب) وهذا امر ربما اعود اليه في مقال قادم….في ذلك المقهى في اديس الجميلة كان معنا نفر من الناس يدور نقاشهم حول مايحدث للشعب الفسلطيني وعن ان هناك مؤامرة ماتحاك ضد المنطقة فبدا صديقي بالاستدلال بالوضع الاني فذكر عدد من الدول وحينما جاء للسودان قال بالنص (واخوانا السودانيين واقعين في بعض موت) ….هذا الشخص اختصر اختصارا واضحا لمايحدث…اننا واقعين في بعض موت….يقتل بعضنا بعض…..ومن الطبيعي وليس المفروض في الدول هو حدوث ذلك خصوصا في حالتنا السودانية من تفشي للفساد والقبلية والفشل الاقتصادي وغيره من اسباب ولكن من غير الطبيعي ولا المنطقي هو أن ينساق العقل الجمعي خلف من تسببوا في هذه الكارثة ….إن من تسببوا في هذه الكارثة ليست القوات المسلحة وليست قوات الدعم السريع وهذا امر اوضح مايكون وان حاول واجتهد كثيرون تغبيشه فالطرفين ليس من مصلحتهما الدخول في حرب عبثية كالتي تدور تروسها الان وهما اول من تضرر بها …ولكنها في المقابل من مصلحة شلة ظنت ان بامكانها دخول التاريخ عبر بوابة الفوضى وفرض الاجندة عبر اتلامر الواقع مدعية انها تعرف السودانيين اكثر منهم بحكم انها مكثت على انفاسهم لثلاثين عاما …ومن مدخل كلمة الثلاثين عاما تجدر الاشارة لامر هام وهو ان ليست كل القوى السياسية الاسلامية على علاقة بالحرب او مخططة لها فهنالك شخصيات ومجموعات واحزاب اسلامية ترفض خيار الحرب من اللحظة الاولى بل وبعضهم يعمل لايقافها …..فمن الذين اجتهدوا لاشعالها….ان الذين سعوا لاشعال الحرب هم من (فكت صواميلهم) مع حل حزب المؤتمر الوطني….وحينما تقرا الاسماء جيدا يتبين لك انهم جميعا عضوية المؤتمر الوطني وربما ليس كلهم فلايزال فينا العشم ان يكون هنالك ثمة عقلاء ينظرون لمصلحة شعبهم ومصلحة انفسهم بدلا من الانسياق خلف (الانتحاريين) ….هؤلاء الانتحاريون المغامرون لايكذبون فقط على الشعب بل يكذبون حتى على عضويتهم وقياداتهم بتصوير ان مايحدث الان هو ما(سوف يوحد الجبهة الاسلامية العريضة) كما اسموها وان هذا السبب هو مدعاة لان تخوض تلك الشلة غمار الحرب مغامرة بشيء لايعلمه احد ولاهم يعلمونه….فقط يغامرون……ان الصورة الحقيقية لما يحدث هو ان مجموعة تضررت من بعض القرارات التي اعقبت الثورة فطفقت تطلق التصريحات وتهدد الناس بالفتكة البكر وبالحرب والموت …ليس هذا فحسب بل واختطفت حتى خطاب القوى اليمينية الاسلامية القديمة في السودان وغامرت بها في مشروع العودة كما تسميه……فان كان هنالك صوت وعي لدى شباب وقيادات القوى الاسلامية الوطنية والحية وهو ان تضع حدا لهذا العبث الذي يقوده من يتحدثون باسمها مختطفين لقرار الاغلبية ومخوفين للبعض بعدم (شق الصف) ولكنهم قد شقوا البلد وشاقوا على الناس…..ان الوضع الذي وصلت اليه دولتنا يتطلب من كل ابنائها يمينا ويسارا ووسطا وكل فعالياتها الدينية والاجتماعية والفكرية ومؤسساتها وأكاديميوها ورجال اعمالها ومثقفوها وفنانوها وادبائها ورياضيوها….أن يبدأ العمل لإعادة (إحياء السودان) وانتشاله من (الحفرة) التي وقع بها ….لاالمزايدات واتهام البعض والافتراءات هذا كوز وهذا قحاطي وهذا جنجويدي وهذا تشادي وهذا اريتري وهذا من المالديف والواغ الواغ …وهلم جر…..ان بداية جولة جديدة من مفاوضات جدة هي امر هام….ان تبدأ بخطوات صحيحة وسليمة….واهمها ان يتوقف اطلاق النار وينخرط الطرفان في نقاشات جادة وهامة وحساسة ومفصلة لايقاف ماحدث وضمان ان لايتكرر مرة اخرى عبر قطع (دابر) الاسباب التي ادت لارتكابه.
الا هل بلغت اللهم فاشهد…

راشد نبأ

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات