السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةسياسةميديا بارت الفرنسية: هكذا تحول حميدتي إلى الشاب المُدلل من قبل الغرب

ميديا بارت الفرنسية: هكذا تحول حميدتي إلى الشاب المُدلل من قبل الغرب

ذكر موقع “ميديا بارت” الفرنسي أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، نجح في تحقيق مكانة أساسية في الساحة السياسية في السودان حتى قبل اندلاع الحرب. وأشار الموقع إلى أنه نجح في إقناع الغرب بأنه شخصية دولية ذات أهمية وأنه يمكن التعامل معه والتفاوض معه.

وأضاف أنه على الرغم من عدم قدرة أي فرد في الدول الديمقراطية الغربية على الاعتراف علنًا بتطبيقه للعلاقات القوية مع حميدتي، إلا أنه لا يزال يُعتبر محور اهتمامهم بشكل كبير. وما زالت مبعوثيهم يلتقون بسرية في السفارات الأوروبية.

وأورد الموقع مثالًا حيًا على ذلك من خلال المحامي يوسف عزت المهري، الذي يحمل الجنسية الكندية، والذي تم استقباله في وزارة الخارجية الفرنسية، وزار بعد ذلك لندن وهولندا بصفته مستشارًا لحميدتي.

وبحسب “ميديا بارت”، يظل حميدتي مصممًا على تصوير نفسه على أنه مدافع عن حقوق شعب السودان، وكذلك دِرع ضد الإسلاميين في نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وأشار الموقع إلى حدث غريب عُقد في البرلمان الأوروبي تحت عنوان “تعزيز السلام والأمن في السودان”، والذي نُظمه أعضاء من البرلمان الإيطالي بعد ثلاثة أشهر من بداية الحرب. تم عقد الاجتماع عبر الفيديو مع “المدافعين السودانيين عن حقوق الإنسان”. وعلى الرغم من ذلك، ركز الحاضرون فقط على الانتهاكات التي ادعوا أن الجيش النظامي ارتكبها، ولم يتم تناول أي كلمة عن الانتهاكات التي يرتكبها قوات الدعم السريع.

وأوضح الموقع أن هذه “العلاقات العامة” لم تبدأ فقط بنشوب الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي، بل كانت موجودة قبل ذلك بكثير، واليوم تسعى لتصوير زعيم الحرب كزعيم للدولة.

وبغية توضيح هذا الأمر، أشار “ميديا بارت” إلى أن المحامي يوسف عزت المهري قد صرح في مقابلة هاتفية سابقة قائلاً “نحن ملتزمون بحكومة مدنية وببناء جيش وطني يمثل جميع السودانيين ولن يتحكم فيه الإسلاميون. لقد أقمنا خطوط اتصال مع المدنيين ومع فولكر”. والمقصود بـ “فولكر” هو فولكر بيرتيس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الانتقال الديمقراطي، والذي من المفترض أنه يعمل على تسهيل الانتقال إلى النظام الديمقراطي بعد ثورة 2019.

وأعلن قادة الجيش السوداني رفضهم الصريح لاستمرار فولكر في منصبه، وذلك بسبب اتهامهم له بالانحياز وعدم تنفيذ التفويض الممنوح للبعثة، بل انصرف إلى التركيز على القضايا السياسية وتجاهل الجوانب المتعلقة بدعم السلام والمساعدة في عملية الانتقال والتحضير للانتخابات.

ومن الجدير بالذكر، بحسب ما ذكرته “ميديا بارت”، أنه قد حدث تحول مذهل في مسار حميدتي، حيث يبدو أن الجميع على الساحة الدبلوماسية يظهرون استياءهم وقناعتهم بهذا التحول. وبعضهم قد يكون مقتنعًا به بالفعل.

ووفقًا للموقع الفرنسي، يظهر أن حميدتي ماهر في “فن التحوّل”، وأنه يعرف كيف يحيط نفسه بمستشارين في مجال العلاقات العامة. وبوساطة هؤلاء المستشارين، تمكن من إقناع الجهات الغربية بأنه له دور حيوي في أي تسوية سياسية محتملة.

وفقًا لتصريحات المحللة السياسية السودانية خلود خير، قالت: “حميدتي يتميز بفهمه العميق لاحتياجات المجتمع الدولي، حيث يسعى للظهور كمؤيد للديمقراطية”. ونظرًا لأن الدول الأوروبية تسعى إلى منع عبور المهاجرين عبر الحدود السودانية إلى ليبيا، فقد أمر حميدتي قواته بشكل رسمي -منذ فترة طويلة- بمراقبة الحدود.

وبخصوص مسائل الهجرة واللاجئين، قال مستشار منظمة “أطباء بلا حدود”، جيروم توبيانا، “ما منح حميدتي شرعية قوية هو أنه أعلن نفسه سيد الهجرة بين 2016 و2019، وبالطبع لم يغفل الاتحاد الأوروبي هذا الأمر”.

وفي محاولة لتحسين صورته، اعترف حميدتي في صيف عام 2022 بأن “الانقلاب فشل في تحقيق التغيير المطلوب ونحن نتجه نحو مزيد من التصاعد”. وبخصوص عودة الجنود إلى ثكناتهم دون إغلاق الباب أمام مستقبل سياسي، أضاف: “لا تتواجد لدي أي طموحات سياسية، ولكن الظروف الراهنة دفعتني للبقاء في المشهد”.

رجل الدولة

وفقًا لتقرير “ميديا بارت”، أشاروا إلى أن هذا الرجل قام بمحو ماضيه وتحوّل إلى رجل أعمال غني للغاية، ولكنه لم يتوقف عند ذلك، بل أصبح أكثر طموحًا، وبدأ يسعى لأهداف أكبر. وقد تفاعلت السفارات الغربية معه نتيجة لدبلوماسيته واهتمامه المزدوج بقضايا الهجرة والإسلاميين.

وفعليًا، اعتبروه مثالًا للسياسة الواقعية، حتى أن واشنطن تعتقد أنه “شخص ذو موهبة وقدرات أكثر من الجنرال (رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح) البرهان”، وهذا ما ورد في وثيقة دبلوماسية تمكنت “ميديا بارت” من الحصول عليها.

ووفقًا لتقرير “ميديا بارت”، أفاد البحث بأن فرنسا كانت تجري محادثات مع حميدتي وأتباعه. وقد نقل الموقع عن وثيقة توصف اجتماعًا “وديًا” بين دبلوماسيين فرنسيين وعبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي. وتحدث في الاجتماع عن الدور الرئيسي لقوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب والمخدرات والأسلحة وتهريب البشر. وأعرب عن أسفه لعدم تقدير المجتمع الدولي لهذه الجهود وعدم دعمها.

وبالرغم من جميع الاتهامات التي وجهت إليه، نجح حميدتي في تحقيق مكانته كمحور، بفضل جهوده في بناء علاقاته. حتى حاول إنشاء وحدة خاصة للدفاع عن حقوق الإنسان.

ومستمرًا في تجميل صورته، قام حميدتي ببناء “الصورة الحسنة” حوله. حتى أن الصحفي رينو جيرار من صحيفة “لوفيغارو” كتب مقالًا بعنوان “لا تتخلوا عن السودانيين”. فيه أكد أن حميدتي أعلن للمجتمع الدولي رغبته في محاكمة البرهان لمحاربة الإسلاموية وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في السودان.

وأشار جيرار إلى أن الأميركيين يتفاوضون مع حميدتي، وقال: “هم على حق، لأن الأمر المهم هو عدم ترك السودانيين لمصيرهم”.

المصدر: ميديا بارت الفرنسية

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات