السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالاخبارالموت يغيب عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح

الموت يغيب عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح

أغمض الأستاذ محجوب محمد صالح، عميد الصحافة السودانية وصاحب جريدة “الأيام”، أحد أعرق الصحف في السودان، عينيه للمرة الأخيرة في القاهرة، الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ 96 عاماً.

ويُعتبر صالح أحد أبرز الصحفيين المخضرمين الذين ساهموا في تشكيل المشهد السياسي والصحفي في السودان، وظل حاضراً بقوة حتى اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، حيث تضطر للجوء إلى مصر. سيُوارى الثرى غدًا الأربعاء في مقابر السيدة عائشة في القاهرة.

وولد صالح في 12 أبريل من 1928م، في مدينة الخرطوم بحري، حيث تلقى فيها مراحل تعليمه الأولية والمتوسطة والتحق بكلية الخرطوم الجامعية في 1947، وكان يشغل منصب سكرتير اتحاد الطلاب وقتها.

وأسس الأستاذ كما يحلو لتلامذته مناداته، مع زميليه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان صحيفة الأيام التي صدر أول عدد لها في الثالث من أكتوبر 1953، وقبلها بدأ مسيرته العملية بصحيفة سودان ستار الناطقة باللغة الإنجليزية في العام 1949 وعمل أيضاً لفترة وجيزة بصحيفة السودان الجديد.

ورأس صالح أيضاً مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية، وأشتهر بعموده “أصوات وأصداء” الذي كان يتناول تحليل الوضع السياسي السوداني والمشاكل التي تواجه السودانيين.

لمحجوب محمد صالح العديد من المؤلفات، أبرزها “تاريخ الصحافة السودانية في نصف قرن”، و”أضواء على قضية الجنوب”، و”مستقبل الديمقراطية في السودان”، و”العدالة الاجتماعية في السودان”.

نال الراحل العديد من الجوائز، منها جائزة القلم الذهبي من منبر رؤساء التحرير العالمي والاتحاد العالمي للصحف (سيول 2005) تقديراً لنضاله من أجل حرية الصحافة طوال نصف قرن، ومنح جائزة مؤسسة فريدرش إيبرت لحقوق الإنسان ببرلين مناصفة مع أبل ألير، وجائزة المنظمة العربية لحرية الصحافة (درع الدفاع عن حرية الرأي). وفي عام 2017، أسست مجموعة دال جائزة باسمه استمرت حتى اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تلقى الفقيد دورات تدريبية في الصحافة في لندن (1952) والقاهرة (1954) وبيروت (1954) وفي نيويورك (1959/1960) عبر زمالة داج همرشولد التي أنشأتها الأمم المتحدة.

وقد شغل سكرتارية اتحاد الصحافة السودانية (1951-1955)، وظل عضوًا بالمكتب التنفيذي للاتحاد حتى تم حله من قبل قادة انقلاب الجنرال عبود في 17 نوفمبر 1959، حيث شغل فيه عضوية لجنة الحريات التي تكونت للدفاع عن الحريات والحقوق في أوائل خمسينيات القرن العشرين.

وقد نعت نقابة الصحفيين السودانيين الأستاذ محجوب محمد صالح، مشيرة إلى أنه “أحد المساهمين في تأسيس نقابة الصحفيين، وظل من الداعمين لعودتها بعد ثورة ديسمبر، حيث كان يعمل من خلال مبادرته للإصلاح بين الأجسام المختلفة، وقد سلم النقابة المنتخبة أرشيفًا يضم محاضر تاريخية للنقابة، ويعتبر هذا الأرشيف إرثًا للأجيال السابقة والحالية والمستقبلية للصحفيين والصحفيات”.

وأكدت النقابة في بيان أن الفقيد كان شخصية بارزة في وسائل الإعلام السودانية، وساهم في تدريب أجيال من الصحفيين بنزاهته ومهنيته وتفانيه والتزامه الثابت بالحقيقة. وأشارت النقابة إلى أن “صالح كان مدافعاً شرساً عن السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، واستخدم منصته لفضح الظلم وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم”.

ونعى رئيس وأعضاء مجلس السيادة الراحل محجوب محمد صالح، ووصفوه في بيان بأنه من الشخصيات الرائدة التي نهضت بمسيرة الصحافة السودانية وعمقت ارتباطها بالرأي العام، مؤسسًا للصحف تارة ورئيسًا لتحريرها، وظل قلمه في كل تلك المحطات ملتزمًا ومنحازًا للوطن، وهموم المواطن لم يجف مداده إلا برحيله.

وأضاف “مجلس السيادة إذ ينعاه، إنما ينعى للشعب السوداني كاتبًا وصحفيًا لا يشق له غبار، حيث يعد فقيد الصحافة والوطن أحد المراجع الموثقة لتاريخ الصحافة السودانية وشاهدًا على عصور نهضتها وتطورها منذ فجر الحركة الوطنية”.

ونعاه كل من الحزب الاتحادي وحزب الأمة القومي أيضًا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات