دعا رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس إلى خروج طرفي الحرب من مدينة الفاشر وتسليم مسؤولية حفظ الأمن والإدارة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.
وذكر إدريس إن عاصمة ولاية شمال دارفور، رغم كونها ملاذًا للنازحين، تشهد بين الحين والآخر اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما يعرض المدنيين والماشية للخطر.
وأكد ضرورة مغادرة طرفي القتال للمدينة لتجنيب المدنيين ويلات الصراع، وأن يتولى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا مسؤولية حفظ الأمن وإدارة المدينة.
وفي إشارة إلى الاتهامات التي وجهها حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، نفى إدريس مزاعم أنه اقترح تسليم مقر فرقة الجيش بالفاشر لقوات الدعم السريع.
وأكد سعي الحركات المسلحة لفتح المسارات الإنسانية وتوفير المساعدات لسكان المدينة، مؤكدة حرصها على سلامة المدنيين واستجابتها لطلب وقف القتال داخل الفاشر.
وانتقد إدريس موقف مني أركو مناوي المؤيد للجيش والرافض لمقترحه، مؤكدًا وجودهم على الأرض في دارفور بين المواطنين ورفض الادعاءات بعدم وجود سند شعبي لمبادرتهم.
وأوضح إدريس أن حياد الحركات المسلحة يجعلها قادرة على التحرك بين طرفي النزاع لمصلحة أهل دارفور، خاصة في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على غالبية ولايات الإقليم.
وجه إدريس انتقادًا للجنة إسناد الجيش بالفاشر ووصفها بأنها فلول النظام السابق، محذرًا من أن دعوتهم الحركات لمساندة الجيش ستجلب الحرب مجددًا.
وبعد إعلان عدد من الحركات الموقعة على اتفاقية السلام انضمامها للجيش في حربه ضد الدعم السريع في 16 نوفمبر الماضي، توقفت عمليات القوة المشتركة لحركات دارفور التي كانت تؤمن قوافل المساعدات الإنسانية والتجارية. ونتج عن هذا التوقف عزل المنطقة عن بقية أرجاء البلاد.
واعتبر الهادي انحياز بعض الحركات للجيش مجرد دعاية سياسية، بمعنى أنهما لم يشاركا فعليا في الحرب ضد قوات الدعم السريع. كما أكد حياده هو ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، وأنهما لا يقفان مع طرف ضد آخر.
وأضاف أن بعض الحركات التي ظهرت حديثًا ليس لها قوات على الأرض وتسعى لاسترضاء الجيش بمهاجمة قوى المعارضة المدنية أو الحركات الأخرى الملتزمة بالحياد.
وأشار إدريس إلى أن صلاح رصاص الذي التقى مؤخرًا بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان كممثل لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، انضم للحركة حديثًا وكان جزءًا من حوار الرئيس المعزول عمر البشير.
في 25 فبراير، التقى البرهان بوفد من فصيل منشق من حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي برئاسة رصاص. وعقب اللقاء، أعلن الأخير دعمهم للقوات المسلحة، مشيرًا إلى حرص قواته على المشاركة في “الصفوف الأمامية لمعركة الكرامة”.