السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالاخباررحيل آخر عمالقة الفن في السودان، وفاة الفنان محمد الأمين

رحيل آخر عمالقة الفن في السودان، وفاة الفنان محمد الأمين

أغمض الموسيقار السوداني محمد الأمين حمد النيل عينيه للمرة الأخيرة في مستشفى نوفا الكساندريا بفرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية صباح الإثنين، عن عمر ناهز الـ78 عامًا. خلال مسيرته الفنية، أثرى محمد الأمين مكتبة الأغنية السودانية بأعماله الفنية، حيث قدم روائع الأغاني الوطنية والعاطفية. رحيله يعد فقدانًا كبيرًا للمشهد الفني السوداني، حيث كان يتميز بموهبته في اختيار كلمات الأغاني بعناية ولحنها وتوزيعها بشكل يرتقي بمستوى الفن والغناء.

ولد محمد الأمين في قرية ود النعيم في فبراير 1945 بولاية الجزيرة قبل أن ينتقل إلى حاضرة الولاية ود مدني حيث تعلم العزف على آلة العود منذ نعومة أظافره.

في عام 1962، انضم محمد الأمين إلى الخرطوم، عاصمة السودان، كجزء من فرقة مديرية النيل الأزرق بود مدني، التي شاركت في مسابقات فنون المديريات التي أُقيمت بمناسبة افتتاح المسرح القومي في أم درمان. بعد انتهاء المهرجان، قرر البقاء في الخرطوم لممارسة فن الغناء مع فرقة الإذاعة. في هذا السياق، رأى النور أغنيته “وحياة ابتسامتك”، التي كتب كلماتها الشاعر فضل الله محمد.

ثورة 21 أكتوبر 1964 كانت مناسبة لمحمد الأمين ليظهر كفنان متجذر في وطنه السودان. خلال احتفالية في ود مدني بمناسبة هذه الثورة، قدم نشيدًا بعنوان “أكتوبر 21″، وهو من كلمات الشاعر الصحفي فضل الله محمد.

في الذكرى الثانية لثورة أكتوبر، كتب ود اللمين – أو الباشكاتب كما يحب محبوه أن ينادوه – فصلاً جديداً من تأريخه المشرق في عالم الفن. قدم الملحمة المؤثرة بعنوان “قصة ثورة”، للشاعر الراحل هاشم صديق، وكرس بذلك مكانته كواحد من أبرز الفنانين في ميدان الفن الوطني والملحمي، وبالتحديد في سياق ثورة أكتوبر.

وكانت تبديلة ثمنًا باهظًا لولاء محمد الأمين لقضايا الوطن، حيث أُسجن في عهد الجنرال جعفر نميري بسبب تأليفه لأغنية المبادئ. وفي عام 1971، شارك في السجن مع الفنان الراحل محمد وردي، تعبيرًا عن رفضهما للظروف السياسية والمبادئ التي يؤمنون بها.

ود اللمين بقي ملتزمًا بالروح الوطنية حتى آخر أيام حياته، حيث شارك في اعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم عام 2019 وأحيا ذكرى فض الاعتصام في يونيو 2020. أيضًا، قدم تحية للشاعر الوطني محجوب شريف من خلال أغنيتين هما “السودان الوطن الواحد” و”مساجينك تغرد في زنازينك”.

محمد الأمين قدّم العديد من الأغاني العاطفية التي أثرت في قلوب السودانيين وأصبح له اللقب الجديد “الباشكاتب”. أغانيه الخالدة مثل “الجريدة”، و”زورق الألحان”، و”أربعة سنين وخمسة سنين”، وغيرها، جعلته يترك بصمته البارزة في مكتبة الأغاني السودانية، بالتعاون مع عمالقة الشعر مثل إسحاق الحلنقي، وهاشم صديق، والراحل فضل الله محمد.

رحل الفنان محمد الأمين، المعروف بـ”الباشكاتب”، في سياق صعب خلال حرب السودان، حيث لم يتمكن من العودة على الأقل ليُدفَن في بلده الذي غنى لحريته ومجده. رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، قدم تعازيه ومواساته لأسرة الفنان الراحل. ونعى القيادي في قوى الحرية والتغيير، عمر الدقير، “الباشكاتب” بأنه كان صوتًا للحرية في زمن الاستبداد، مصفيًا إياه بأنه كان “مغنيًا للحب” وعبقريًّا موسيقيًّا. حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي وصف الفنان بأنه ترك وراءه فراغًا عريضًا ومدرسة فنية متفردة، مشيرًا إلى أنه كان وجدانًا سودانيًّا سليمًا ارتبط برسالته وسعى من خلالها لتقديم إسهاماته الفنية.

مردفا “فارقتنا ولا زلنا” نتعلم من الأيام“.. لترقد بسلام”.

تقدم معتز الفحل، الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، بتعازيه لرحيل الموسيقار محمد الأمين، مصفيًا إياه بأنه أحد صناع الثقافة السودانية وأحد أبرز اشراقات الفن السوداني.

ووصف الفحل الراحل بأنه استطاع خلق خطًا موسيقيًا فريدًا بهويته الخاصة، وظل وفيًا للشعب السوداني، حيث قاد أهل الفن لدعم آمال الشعب في التغيير. وركز على تأثير الأغاني الوطنية التي قدمها في دعم حركة الشعب ضد القمع والتعسف، وكان داعمًا للأماني في التغيير ومحاربًا لكل أشكال التطرف. كما أشاد الفحل بإرثه الفني وتأثيره الذي سيظل في وجدان السودانيين، مؤكدًا أن محمد الأمين سيظل رمزًا للفن السوداني.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان نعى الراحل “يمثل محمد الأمين باسهاماته الموسيقية والوطنية ذاكرة للسودان والسودانيين تعبر عن الإنسان والمكان وهو فخر وطني أسهم في سعيهم للحرية والسلام والعدالة”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات