تعتزم القوى المدنية الديمقراطية في السودان، التي تتبنى مبادرة “تقدم”، إجراء مشاورات مع قيادة جنوب السودان، بهدف شرح رؤيتها لوقف الحرب في السودان.
تقود هذه المبادرة تنسيقية “تقدم”، والتي يترأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وتسعى إلى إيجاد حلول لإنهاء النزاع بين القوات العسكرية وقوات الدعم السريع. تتمثل هذه الخطوة في جهود مكثفة تقوم بها التنسيقية، حيث شملت جولات دبلوماسية خارجية في عدة دول، بهدف التواصل مع الجهات الرئيسية وتوضيح رؤيتها لتحقيق وقف الحرب التي دامت تسعة أشهر تقريبًا.
وفي الثاني من يناير الجاري، وقع التحالف اتفاق أديس أبابا مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو. أعلن الاتفاق عن استعداد قوات الدعم السريع للانخراط في مفاوضات مباشرة بشأن قضايا غير محددة تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق نهائي غير مشروط، في حين أكدت تنسيقية “تقدم” التزامها بإيقاف التصعيد والتفاوض لتحقيق تسوية شاملة.
وفي هذا السياق، أشار قائد التحالف، رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إلى أهمية التعاون بين الحكومة السودانية وجنوب السودان لتحقيق التقدم في العملية السياسية والمساهمة في إحلال السلام في السودان.
وفي تطور آخر، أكدت مصادر قيادية داخل التحالف أن حكومة جنوب السودان قدمت دعوة جديدة لتحالف “تقدم” لزيارة جوبا وإجراء محادثات مع الرئيس سلفا كير ميارديت، مؤكدة استعدادها للتعاون وتقديم الدعم لضمان نجاح الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان.
تهدف الزيارة التي تعتزم التحالف الديمقراطي “تقدم” إجرائها إلى جنوب السودان إلى طرح إعلان أديس أبابا، الذي وُقِع مؤخراً بين التحالف وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توضيح خارطة الطريق التي وضعتها تنسيقية التحالف، والتي تهدف إلى وقف القتال وتحقيق تسوية شاملة.
وفي سياق متصل، أفاد بيان صادر عن إعلام تنسيقية “تقدم”، بأن التنسيقية قد قامت بإرسال خطابات إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، والحزب الشيوعي السوداني، وحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”. الهدف من هذه الخطابات هو عقد اجتماعات مباشرة وعاجلة لمناقشة سبل وقف وإنهاء الحرب، وبناء جبهة مدنية ديمقراطية واسعة النطاق لمواجهة هذه التحديات.
أكدت تنسيقية “تقدم”، أنها ستبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف وإنهاء الحرب في السودان. وتعتزم التواصل مع جميع القوى الثورية والوطنية التي تسعى إلى وقف النزاع وتحقيق التحول المدني الديمقراطي في البلاد.
وأضافت “سنسرع الخطى لإغلاق هذه الصفحة المحزنة في تاريخ بلادنا، ونسعى إلى استشراف مستقبل أفضل للسودان، يتسم بقيم الوحدة والسلام والعدالة والحرية والرفاه لجميع أبنائها وبناتها.”