أعلن الجيش السوداني يوم الأحد أنه نجح في توسيع سيطرته على أحياء بيت المال وأبو روف في وسط مدينة أم درمان، وقام بتطويق قوات الدعم السريع المتمركزة في مباني الإذاعة والتلفزيون، وطرد المزيد من قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية على محور أم درمان.
منذ بداية الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، استمرت الأخيرة في تعزيز سيطرتها على أحياء أم درمان القديمة، بالإضافة إلى مناطق واسعة في غرب وجنوب أم درمان.
وفي تطور آخر، أظهرت مقاطع فيديو بثها الجيش لقائد سلاح المهندسين اللواء ظافر عمر وهو يتجول بين المواطنين في حي بيت المال، بالإضافة إلى تواجد قوات الجيش في عدة مناطق بحي أبو روف العريق، الذي كان يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وقد تمكن الجيش في الأسبوع الماضي من فتح الطريق بين قواته في منطقة كرري العسكرية شمالي أم درمان وسلاح المهندسين في وسط المدينة.
وفي مشهد آخر، بث الشيخ الأمين، أحد شيوخ الطرق الصوفية الذي بقي مقيماً بحي بيت المال طوال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة، فيديو يظهر إطلاقاً كثيفاً للرصاص، أعلن خلاله عن سيطرة قوات الجيش على المنطقة بدلاً من قوات الدعم السريع.
وتقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد أمر بتأمين الشيخ الأمين، الذي كان محل اتهامات بالتواطؤ مع الدعم السريع خلال الفترة الماضية.
وقد فتح الشيخ الأمين “مقر ديني” لإيواء سكان أحياء أم درمان القديمة، وظل يقدم لهم الدعم بالطعام والعلاج طوال فترة النزاع.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، أعلن الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع بدأت في التراجع من المعارك في محيط مباني الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، بعد فرض حصار مشدد من قبل الجيش على هذا المقر الاستراتيجي الذي كانت قوات الدعم السريع تسيطر عليه منذ بدء النزاع.
ونشر الجيش السوداني مقاطع مصورة على صفحته الرسمية على فيسبوك، توضح عملية تفاعل طائرة مسيرة مع قوات راجلة للدعم السريع خارج مباني الإذاعة والتلفزيون، حيث حاولت القوات الاحتماء من قذائف المسيرة.
وتتداول منصات التواصل الاجتماعي خريطة لمدينة أم درمان تظهر حصار قوات الجيش لمباني الإذاعة والتلفزيون في شكل هلال مفتوح نحو الشرق على ضفة نهر النيل.
ووفقًا لتقارير صحفية سابقة، فإن الجيش ينفذ خطة لتطويق وحصار قوات الدعم السريع التي تسيطر على مقر الإذاعة والتلفزيون، وذلك حفاظًا على سلامة عدد كبير من أسرى القوات النظامية الذين تعتقلهم قوات الدعم السريع داخل المقر، بالإضافة إلى أهمية المباني التي تحتوي على أرشيف نادر وقيم للجهازين الإذاعي والتلفزيوني القوميين.
وفي أكتوبر الماضي، تعرض جسر شمبات، الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان، للتدمير، وكان هذا الجسر قريبًا من مباني الإذاعة والتلفزيون، حيث كانت قوات الدعم السريع تسيطر عليه بالكامل، وكان يمثل لها ممرًا للإمداد اللوجستي الذي كان يمكنها من السيطرة على أم درمان.
وفي ذلك الوقت، تبادل الطرفان المتصارعان اتهامات بتدمير الجسر، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى ستينيات القرن الماضي.