الوضع في السودان يشهد توسعًا في مناطق الاشتباكات..

0
88

بالإضافة إلى مناطق الخرطوم ومحيطها، وولايات دارفور الخمس، تمتد الآن المواجهات إلى مناطق جديدة في كردفان والنيل الأزرق والجزيرة خلال اليومين الماضيين، مما أثار مخاوف من تفاقم سيناريو الحرب الشاملة. وبلغت حصيلة القتال حتى الآن أكثر من 4 آلاف شخص قتلوا، وتم تشريد 4 ملايين شخص داخل السودان، بينما فر نحو 700 ألف شخص عبر الحدود إلى دول مجاورة. وقد اثارت الحرب خسائر اقتصادية هائله حيث بلغت أكثر من 50 مليار دولار، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

منذ اللحظات الأولى لاندلاع النزاع، أصبح إقليم كردفان واحدًا من المناطق الأكثر تأثرًا بالقتال في السودان. ولطالما شهدت مدينة الأبيض، أكبر مدن الإقليم، مواجهات عنيفة منذ بداية النزاع، ولا تزال تتواصل المعارك والصراع على السيطرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وفي الساعات القليلة الماضية، اندلعت اضطرابات كبيرة في عدة مدن داخل إقليم كردفان، بما في ذلك النهود وكادوقلي. وهنالك تقارير أفادت بأن قوات الدعم السريع استولت على رئاسة الشرطة ومعسكر الاحتياطي المركزي في ولاية غرب كردفان، بعد مواجهات استمرت لأكثر من ساعة مع قوات الجيش. ومع عدم صدور أي بيان رسمي من الجيش أو الحكومة السودانية لتأكيد أو نفي هذه التقارير، تزداد التوترات في الإقليم وتتصاعد الأوضاع الأمنية.

تتزايد المخاوف والتحديات مع استمرار التصعيد العسكري في شمال إقليم كردفان، حيث تقوم الحركة الشعبية شمال بزعامة عبد العزيز الحلو بقصف مدينة كادقلي بالمدفعية المتطورة. هذا التصعيد أثار هلعًا ونزوحًا بين المواطنين وتسبب في دمار واسع النطاق.

من جهة أخرى، شهدت بعض المدن في ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم هجمات مسلحة، أدت إلى خسائر بشرية ومدنية.

يواجه السكان العالقون خطر الموت جوعًا نتيجة نقص الموارد الغذائية والظروف الصعبة التي يعيشونها. تعترض الصعوبات الكبيرة تقديم المساعدات الإنسانية بسبب التوترات الأمنية المستمرة، ما يجعل توفير الغذاء والدواء للمحتاجين أمرًا صعبًا.

يواجه الآلاف من السكان العالقين خطر الموت جوعًا في ظل تناقص مخزون الطعام، وتتعرض المنظمات الإنسانية لصعوبات كبيرة في تقديم المساعدات. وتزداد الأوضاع صعوبة بسبب التوترات الأمنية المتدهورة، مما يعيق وصول الغذاء والدواء للمحتاجين.

أما الفارون من مناطق القتال في دارفور، فهم يعيشون ظروفًا إنسانية خطيرة. مما زاد أعداد اللاجئين الذين يعبرون الحدود إلى دولة تشاد، ويقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف شخص يوميًا، أدى إلى تكدسهم في مناطق قريبة من الحدود السودانية. يعيش هؤلاء اللاجئين في ظروف معقدة حيث يجدون أنفسهم في العراء ويعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والمعونات الطبية.

وفقًا للخبير الاستراتيجي العسكري أمين مجذوب، أن هذا التوسع في رقعة القتال، جزءًا من استراتيجية قوات الدعم السريع للتخفيف من الضغط على قواتها في العاصمة الخرطوم، وربما لتشغيل قوات الجيش بفتح جبهات جديدة. كما يمكن أن يكون لهدف محدد لجذب أطراف أخرى إلى النزاع.

وأضاف مجذوب، أن هذا التوسع سيكلف قوات الدعم السريع جهدًا كبيرًا من الناحية الميدانية وقد يؤثر على قوتها المنتشرة في العاصمة الخرطوم. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون هناك هدف في توسيع رقعة القتال لجذب أطراف أخرى إلى النزاع. قد يكون هناك اعتقاد بأن توسيع القتال قد يدفع بأطراف إقليمية أو دولية للتدخل أو الوساطة في الأزمة، مما يمكن أن يؤثر على الديناميات السياسية والعسكرية للصراع.

باختصار، توسيع رقعة القتال في مناطق مختلفة في السودان يمكن أن يخدم أهدافًا متعددة، بما في ذلك تخفيف الضغط على قوات الدعم السريع، وتشتيت وإشغال قوات الجيش السوداني، وجذب أطراف أخرى إلى النزاع.

المصدر: سكاي نيوز عربية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا