الجمعة, ديسمبر 13, 2024
الرئيسيةسياسةتبعات خروج البرهان

تبعات خروج البرهان

المشهد السياسي سيشهد تحولًا بعد خمسة أشهر حاسمة من العنف المسلح، وبعد تكبّد خسائر فادحة في الأرواح وتدمير شامل في البنية التحتية للدولة. هل يُعَتَبَرُ خروج البرهان مخرجًا لإنفاذ الأفق السياسي في منصة التفاوض؟ تصدق تكهنات وآراء الكثير من المحللين في هذا الصدد:

أولًا: لم يكن خروج البرهان ممكنًا بعد فترة طويلة من الحصار، وبعد سقوط الجزء الأهم من القوة العسكرية للجيش، ألا وهو سلاح المدرعات. أصبحت سقوط جميع المواقع العسكرية في الخرطوم مجرد مسألة وقت. هذا الوضع المقلق يهدد بانهيار شامل للقوات المسلحة. لذلك، بدأت قيادة الجيش بممارسة ضغط على البرهان لقبول خيار التفاوض كوسيلة لإخراج الجيش من هذه الأزمة. تجنبًا للتصاعد العسكري الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية. ومن هنا، قد نشهد انقسامًا واضحًا بين البرهان وجزء من قادة الجيش والمجموعات الإسلامية. هؤلاء الأخيرين قد لا يكون لديهم خيار سوى اللجوء إلى الحل العسكري وتشكيل حكومة جديدة للإسلاميين، مما يفرض توجهًا جديدًا وشروطًا جديدة في المشهد السياسي.

ثانيًا: يرون أن خروج البرهان بعد تطورات الميدان وتفوق قوات الدعم سيمكنه من إنقاذ الوضع الميداني من خلال طلب دعم من دول حليفة له، وشرح الموقف الميداني وجهوده لاحتواء هذا التمرد. قد يقدم تنازلات سياسية وحوافز لتحقيق توافق سياسي. ولكن هذا المسار قد لا يكون سهلاً أيضًا، نظرًا لتعقيدات الوضع وللضغوط الدولية المتزايدة.

ثالثًا: هناك رؤية تشير إلى أن السودان يواجه مرحلة تحول تاريخي، حيث يتطلب هذا التحول هدم المعبد التاريخي لمفهوم الدولة السودانية السابقة. والتي تسيطر عليها نخبة سياسية محددة تمثل قوى جغرافية وإثنية واجتماعية. هذه النخبة كانت تسيطر على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وهذا أدى إلى التهميش والظلم التاريخي لمناطق وفئات واسعة من السكان. تفجرت هذه المعاناة في تصاعد التوترات السياسية والحروب الأهلية في مناطق مختلفة من البلاد.

باختصار، المشهد السياسي في السودان يشهد تحولات جوهرية تفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة. منها إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض، ومنها احتمال تصاعد التصادمات العسكرية والمزيد من التداعيات المعقدة. تبقى الأوضاع غير مستقرة ومتغيرة، ومستقبل السودان يعتمد على كيفية تفاعل الأطراف المختلفة والتدخلات الدولية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات