السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالاخبار‏حول بيان رباعية الإيقاد

‏حول بيان رباعية الإيقاد

البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية الرئاسية للإيقاد – بعد اجتماعها يوم الأربعاء الماضي – حوى نقاطاً إيجابية في اتجاه معالجة الأزمة في ‎#السودان، مع بعض الملاحظات التي نجملها في الآتي:

أولاً: نشاطر البيان ذات الموقف الداعي لتغليب الخيارات السلمية وأنه لا حلول حربية لأزمات السودان السياسية، وأن استمرار الحرب يضاعف الأزمة الإنسانية ويعظم احتمال توسيع رقعتها بما يشكل مهدداً للسودان ومحيطه الاقليمي والدولي.

ثانياً: نتفق مع البيان حول ضرورة توحيد جميع المبادرات، المعنية بوقف الحرب وإحلال السلام في السودان، في إطارٍ يخاطب بشكل شامل قضايا وقف الحرب ووصول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي لتحقيق سلام شامل ودائم .. كذلك، نعتقد أنه من الأفضل أن تستجيب ‎#الإيقاد للدعوة – التي كشف البيان أنها وصلتها للمشاركة في ‎#منبر_جدة – وأن يتم النظر في مشاركة أطراف أخرى، لإعطاء مزيدٍ من الفاعلية وقوة التأثير لهذا المنبر المهم وتجنيبه مضار التضارب بين جهود الأطراف المختلفة، حتى يتسنى له الوصول لاتفاق وقف اطلاق النار بأعجل ما يمكن.

ثالثاً: ندعم الدعوة إلى اتباع نهج منظم تجاه محادثات سلام بين المتحاربين وحوار شامل بين المدنيين السودانيين، فذلك هو الطريق الأقصر لوقف الحرب وخلاص وطننا من ويلاتها وتداعياتها.

رابعاً: من الجيد أن دعا البيان لتوحيد جهود ‎#الاتحاد_الإفريقي والإيقاد مع جهود دول جوار السودان والجهات الدولية الفاعلة لدعم منصة موحدة تعمل على تيسير عملية سياسية للحوار الشامل بين المدنيين السودانيين، ولكن يجب أن تكون هذه العملية مملوكة بالكامل للسودانيين بحيث يكونوا هم المسؤولون عن تصميمها بما في ذلك تحديد مقاصدها وجدول أعمالها وأطرافها ومكان وتاريخ انعقادها وكافة تفاصيلها .. وذلك بدوره يتطلب أن ينهض المدنيون السودانيون لأداء الفريضة الغائبة، منذ ما قبل اندلاع الحرب، وهي بناء الجبهة العريضة من كل القوى المنحازة للسلام والتحول الديموقراطي وأن يُنْصِت العسكريون لصوت العقل والحكمة ويُسْكِتوا صوت البندقية، كي ينفتح الطريق لتوافق الجميع على مشروع وطني يطوي صفحة الحروب ويحشد طاقات السودانيين للوصول للوطن الحلم المتواري خلف جبل الخيبات.

خامساً: نُثَمِّن المبادرة الانسانية من منظمة الإيقاد بجمع مساهمات من كل دولة عضو فيها لتقديم المساعدات لمتضرري الحرب ودعم جهود تحقيق السلام في السودان، ونضم صوتنا لمناشدة المنظمة للأسرة الدولية لزيادة واستدامة العون الإنساني للسودان.

سادساً: البيان الذي أصدرته وزارة ‎#الخارجية_السودانية – رداً علي بيان رباعية الإيقاد – يعكس سيطرة منسوبي النظام المباد على هذه الوزارة وتفوح منه رائحة أجندتهم الداعية لاستمرار الحرب ولو كان الثمن مضاعفة الكارثة الانسانية والانهيار الكامل للوطن، إضافةً لتهديدهم بالانسحاب من الإيقاد في استدعاءٍ لسياسات دفع السودان نحو العزلة.
وأيّاً كان الأمر، فإن التحفظات حول رئاسة رباعية الإيقاد يمكن تجاوزها بتوافق الفاعلين الدوليين والاقليميين على أن يعهدوا بمهمة تنسيق جهود تيسير العملية السياسية للاتحاد الإفريقي والإيقاد سوياً، حسب ما جاء في بيان الرباعية نفسها.

ختاماً، فإنه مع كامل شكرنا وتقديرنا للمواقف الإقليمية والدولية المسانِدة للسلام في السودان، إلّا أن إنهاء كارثة الحرب وتداعياتها المريعة رهين بإرادة السودانيين الذين يجب أن يعملوا على تنحية انقساماتهم جانباً، بالتنازلات المتبادَلة وتقديم الجوهري على الثانوي، والتركيز على إنقاذ الوطن من الكارثة التي حاقت به.

إن شعبنا يدفع ثمناً غالياً، من دمائه ودموعه وممكناته، جراء هذه الحرب التي لا خير فيها .. فلنضع حداً لها الآن ودون تأخير، فمع كل يومٍ يمضي تواصل مصيبة الموت اجتياحها وتتفاقم المعاناة الانسانية ويستمر دوران آلة الدمار وتزداد احتمالات انزلاق الوطن نحو الانهيار الشامل، ولات حين مناص.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات