أطلق حوالي 70 كيان نسوي حملة “لا للحرب لا لتجويع الشعب السوداني” بدأت أولى فصولها بإرسال نداء استغاثة لخمس منظمات أجنبية ذات صلة بالمساعدات الإنسانية، طالبت فيها بأن تتولى التنظيمات النسوية دفة توزيع الإغاثة بعد أن دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بأن الناس في السودان يموتون جوعا.
أرسلت المنظمات النسوية التي تندرج تحت ائتلاف “متحالفات ضد العنف والانتهاكات الإنسانية” نداءات عاجلة إلى جميع وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية. في هذه النداءات، تطالب المنظمات المعنية بأداء واجباتها تجاه السكان السودانيين الذين يعانون من آثار الحرب والجوع.
ودعت إلى أن يتم توجيه توزيع المساعدات إلى منظمات المجتمع المدني والتنظيمات النسوية التي شاركت بفعالية في تطوير برنامج مبني على استراتيجيات علمية لتوزيع المساعدات بشكل عادل بين مناطق السودان المختلفة، وذلك لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين.
وأكد برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة الماضي أنه يتلقى تقارير عن حالات وفاة بسبب الجوع في السودان، مشيرا إلى أن معدل الجوع قد ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي نتيجة للحروب والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية، حيث يعاني ما يقرب من 18 مليون شخص في السودان من الجوع.
أعلنت حملة “نساء ضد الظلم” وشبكة التنظيمات المتحالفة معها، التي تضم 65 تنظيما نسويا، عن حملتها لمكافحة الجوع في السودان، مجددةً إدانتها للحرب وجميع المشاركين فيها والمدافعين عنها.
واتهمت الحملة الأطراف المتحاربة بالفساد في توزيع المساعدات الإنسانية ومنعها من الوصول إلى المواطنين الضعفاء، مطالبةً بوقف استخدام العنف والجوع والمرض كأدوات للقمع والقتل.
كما ناشدت جميع القوى السياسية والثورية والدولية بالانضمام لهذه الحملة، وضغط الأطراف المتحاربة والمليشيات التابعة لها لوقف الموت والجوع، وتأمين إيصال المساعدات الغذائية للمحتاجين، وضمان توزيعها بشكل عادل وفعال.
طالبت الحملة في نداءها الموجه للمانحين بزيادة تمويل منظمات الإغاثة العاملة في السودان لتلبية حجم الكارثة واحتياجات المتضررين.
وصفت مبادرة “سودانيات لبناء السلام” الوضع في السودان بالكارثي وغير المحتمل، مؤكدة على استمرار الحرب العبثية والانتهاكات والعنف لمدة تزيد عن 300 يوم.
وأشار البيان إلى تجاوز عدد القتلى في السودان 12 ألف شخص منذ بداية النزاع في أبريل الماضي، ووصل عدد النازحين إلى أكثر من 7 ملايين شخص، مما يجعل السودان يعاني من أكبر أزمة نزوح في العالم.
وشدد البيان على أن الأزمة السودانية لا يمكن حلها عسكرياً، بل يجب أن يكون الحل سياسياً، ويجب على الأطراف المتحاربة أن تضع مصلحة السودان وشعبه وأرضه في المقام الأول وأن تلتئم للجلوس إلى طاولة الحوار والنقاش لتحقيق مطالب ثورة ديسمبر وتحقيق الديمقراطية والحكم المدني.