السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالرأيعائشة موسى .. هل تغير موقفها من العسكر؟

عائشة موسى .. هل تغير موقفها من العسكر؟

يتناسى الإسلاميون الجدد، والليبراليون الجدد والناشطون المُتحولون وداعموا الكيزان في حربهم تحت ستار دعم الجيش، ونموذج عضوة مجلس السيادةِ الانتقالي السابق (عائشة موسى) أن للإسلاميين أو الكيزان – وهو التوصيف الدقيق دائماً – لديهم أدواتٌ تقليدية بالنسبةِ لهم وجزءٌ من ثقافتهم السياسية منذ بدء تشكلهم في خمسينات القرن الماضي هي (العنف) واستخدام الأسلحة البيضاء والنارية في مواجهة الخصوم السياسيين المدنيين السلميين والتنكيل بهم، بدايةً بأحداث جامعة الخرطوم الشهيرة في الستينيات وحتى هذه الحرب اللعينة وفي ذلك نسرد شواهد، علها تُعيد (عائشة موسى) أولاً إلى صوابها وليس هي فحسب بل الذين يَدعون دعمهم للديمقراطية والانتقال المدني وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ممن ظلوا على الدوام يخونون ويشككون ويغتالون شخصيات قيادات قوى الحرية والتغيير والساعين إلى الديمقراطية وصولاً إلى الاتفاق السياسي الإطاري خاصةً من الشيوعيين السابقين والنيوليبرال ومن يدعون الإنتساب إلى ذلك التكتل المسمى (القوى المدنية) والذي كان أحد كُتل قوى الحرية والتغيير يوماً.

مع بداية الثورة في ديسمبر 2018 بدأ الإسلاميون – الكيزان – العنف المُفرط تجاه المتظاهريين والثوار السلميين في كلٍ من عطبرة والدامر والدمازين والخرطوم، سقط عشرات الشهداء ومئاتُ الإصابات، تزايدت حدة العنف حتى يناير 2019 وسقط شهداء وآلاف الإصابات من فقد عيناً ويداً وتعرض للضرب، وآلاف المُعتقلين والمُعتقلات وقدموا إلى محاكمات غير عادلة تحت قانون الطوارئ الذي اعلنه المخلوع، من كان وراء ذلك؟ كانت التشكيلاتُ العسكرية للإسلاميين من دفاعٍ شعبي وأمنٍ شعبي وأمن طلابي وراء ذلك وكتائبهم من لواء القعقاع وحتى البراء بن مالك وتهديداتٌ مستمرة من منسوبيهم على رأسهم نائب المخلوع علي عثمان محمد طه وحتى أصغر (دَعيّ ومدعٍ فيهم) النعمان عبدالحليم.

مع دخول المتظاهرين السلميين بناءً على دعواتِ تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير المستمرةِ للتظاهر السلمي وإعلان محيط القيادة العامة وجهةً في ذكرى 6 أبريل وإعلان الاعتصام، استمرت جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في التنكيل بالمتظاهرين السلميين لا فرق كان بين الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وهيئة العمليات والدفاع الشعبي وغيرها، نعم حمى جنودٌ وضباطٌ من القوات المسلحة المتظاهرين السلميين، لكن كان ذلك خيارهم الشخصي وانحيازهم الذاتي وليس توجه القوات المسلحة ولا الدعم السريع الذي انضم لاحقاً عقب 11 أبريل 2019 وتواجد جنوده وضباطه في محيط الاعتصام، تعرض المعتصمون طِوال الأيام من 6 أبريل – 10 أبريل إلى هجمات من كتائب الإسلاميين وجهاز الأمن والمخابرات الوطني وقتها وهيئة العمليات وسقط شهداء.

واصل الإسلاميون محاولاتهم لفض الإعتصام وكانت إحدى المحاولات أيضاً في أحداث 8 رمضان الشهيرة والتي تزامنت مع بدء إشعالهم الفتنة بين أهلنا (البني عامر والنوبة) في ولايات القضارف والبحر الأحمر وكسلا، ولاحقاً جريمة فض الاعتصام والتي يحاول قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان التنصل عن مسؤوليته القانونية والجنائية والتقصيرية عنها مع هذه الحرب، فض الاعتصام الذي خرج الفريق شمس الدين كباشي معترفاً بها وهو أحد كِبار ضباط الجيش وكذلك البرهان ودافعوا وقتها عن قواتِ الدعم السريع دفاع المُستميت، لم يُكلف الجيش وقتها حماية آلاف المدنيين السلميين لذلك لم يكن غريباً أن يدخل هو و قوات الدعم السريع في حربٍ وسط المدنيين بهذه الحدة والعنف الشديدين.

ولنعد قليلاً إلى أبريل 2019 وتحديداً في النصف الثاني منه وعقب إزاحة البشير، تجمع المجاهدون من أمثال الناجي عبدالله في صالةِ قرطبة بحي العشرة وهددوا عبر مكبراتِ الصوت ووصفوا الثوار السلميين بالصعاليك، رجالٌ في عمرٍ متقدم من السن لم يحترموا رغبة الشعب الانعتاق من حكمهم واعتدوا على المارة والرافضين لخطابهم فأتجهوا إلى العنف وخرجوا لاحقاً يتباكون، بل وصلت بهم الوقاحة السياسيةِ إلى تنظيمِ تجمعاتٍ في محيط الاعتصام في رمضان لإثارة العنف، وكانوا فَرحين ومنتشين بفض الإعتصام، كيف لا وهم رافعوا شعار (فلترق منهم دماء أو تُرق منا الدماء أو تُرق كل الدماء) هل توقف عُنف الإسلاميين من داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية ومحاولاتِ تقويض الانتقال الديمقراطي والانقلاب على الحكومة الانتقالية حكومة الثورة؟ لا بالطبع واصلوا ذلك وحاولوا اغتيال رئيس مجلس الوزراء الانتقالي وقياداتِ قوى الحرية والتغيير ومنهم جعفر حسن عثمان ووجدي صالح وطه عثمان عدة مرات، خرجوا في مسيراتهم الضِرار التي اسموها الزحف الأخضر في نهاية 2019 وفتح لهم البرهان والعسكريون الطرق حتى القصر الجمهوري، وعملوا على زعزعةِ الاستقرار السياسي بمسيراتٍ بائسة أثناء فترةِ كورونا مُطالبين البرهان بتسليمهم السلطة عبر انقلاب عسكري هل ينسى الناس أحزاب نظام عمرحسن والمسماة (الفكة) التي تجمعت تحت اسم القوى الوطنية في أبريل 2020 بقيادة رئيس ما يسمى حزب بناة المستقبل فتح الرحمن الفضيل وطالبوا الجيش بالإنقلاب؟ منذ رمضان 2021 وحتى 2023 ظلوا يتجمعون ويهددون بإراقة الدماء وكعادتهم الوقحة في عزل السودان عن المجتمع الدولي والإقليمي تظاهروا لطرد البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان هل رأى منكم مجموعةٌ وكياناً سياسياً أكثر وقاحةً وتنطعاً من هؤلاء الكيزان؟

حاولوا الانقلاب مراتٍ ومرات في يونيو 2019 عقب فض الاعتصام وقادها الفريق هاشم عبدالمطلب الذي كان يتم التحقيق معه من قبل قائد قوات الدعم السريع فظهر مذعوراً كسيراً، ومن سمح لقائد المليشيا المتمردة حالياً كما يصفونها بالتحقيق مع ضابطٍ عظيم؟ بالطبع هم قادةٌ عِظام من أمثال عبدالفتاح البرهان وياسر العطا وشمس الدين كباشي، وحاولوا الانقلاب في يونيو 2020 وفي يونيو 2021 وتصدت لهم لجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو والانقلاب مجدداً في سبتمبر 2021 ونجحوا في 25 أكتوبر 2021.

لم يتوقف العنف منذ صبيحة الانقلاب كانت جميع القوات النظامية وعلى رأسها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والاحتياطي المركزي وهيئة العمليات وكتائب الإسلاميين تبطش بالمتظاهرين السلميين، استخدموا الرصاص ضد المدنيين السلميين في المواكب الرافضةِ للانقلاب خاصةً الجيش والشرطة والاحتياطي المركزي وفرضت عقوباتٌ على الأخيرة.

هل ينسى الجميع كل ذلك وتضع عائشة موسى يدها بيدِ قائد الانقلاب وأحد قادة الحرب الجارية الآن لتشكيلِ حكومة ويعني ذلك مباشرةً تقسيم البلاد؟ وهي تعلم ومن معها أن القائد الثاني للحرب ينتظر ذلك لتشكيل حكومة أيضاً؟ قد تكون السيدة الفضلى عائشة موسى قد نست أو تناست أنها استقالت من مجلس السيادة الانتقالي بعد فاصلٍ بائس من المزايدات على زملائها المدنيين وحديثها عن سيطرة العسكريين على صناعة القرار، بل نست أنها في بداية الفترة الانتقالية وفي حوارٍ شهير مع قناة فرانس 24 قد أطنبت ومدحت العسكريين وبل ذكرت أنها طالبت بزي عسكري تأكيداً لانسجام العسكريين والمدنيين والسؤال إلى عائشة موسى وزمرةِ المزايدين هل ستلتقون قائد قوات الدعم السريع أيضاً ؟

حسام الدين حيدر
الأمين العام السابق لمجلس الصحافة والمطبوعات

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات