قُتل 120 مدنيًا وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي عشوائي استهدف منطقة دار السلام بولاية الخرطوم، وفقًا لما أعلنته غرفة طوارئ أمبدة مساء الاثنين. وذكرت الغرفة أن هناك نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية وأدوية الإسعافات الأولية اللازمة لمعالجة المصابين، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
في هذا السياق، صرّح قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، أن الجيش سيواصل العمل على إنهاء تمرد قوات الدعم السريع “على حد قوله” طالما أنها ترفض الاستسلام. وأضاف البرهان أن الجيش مستعد لأي تسوية سلمية تحفظ أمن وكرامة السودان. كما أكد في تصريحات سابقة أن السودان يواجه حربًا ممنهجة تتعدد أطرافها، مشيرًا إلى أن العلاقات الخارجية للسودان ستُبنى على مواقف الدول من هذه الحرب.
من جهة أخرى، أفاد الرائد بجهاز المخابرات العامة، فتح العليم الشوبلي، بأن قوات الجيش السوداني ألحقت خسائر كبيرة لقوات الدعم السريع خلال معركة تحرير مدينة ود مدني بولاية الجزيرة. وأوضح أن نحو 114 من أفراد قوات الدعم السريع، بينهم 17 قياديًا، قُتلوا في المعركة، بينما تم أسر أكثر من 21 آخرين. وأضاف الشوبلي أن القوات السودانية نجحت في محاصرة الدعم السريع من ثلاثة محاور، مما أجبر الناجين منهم على الفرار إلى جنوب الخرطوم.
في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني الاثنين أن قوات الدعم السريع استهدفت سد مروي ومحطة الكهرباء باستخدام طائرات مسيرة، ما تسبب في خسائر وأضرار. وأفادت قيادة الفرقة 19 مشاة بمروي بتصديها لهذه الهجمات، في حين كشف مصدر أن الحريق الذي اندلع في جزء من محطة كهرباء سد مروي أدى إلى إيقافها مؤقتًا لإجراء الإصلاحات.
سد مروي، الذي يقع على نهر النيل في الولاية الشمالية على بعد 350 كيلومترًا من العاصمة الخرطوم، يُعد منشأة كهرومائية مهمة توفر الكهرباء للعديد من المناطق السودانية.
على الصعيد العسكري، أعلن الجيش السوداني السبت الماضي استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، ما يُعد تقدمًا استراتيجيًا بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات الدعم السريع. هذه الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما تشير أبحاث جامعات أميركية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفًا.