قال الأمين السياسي للمجلس الأعلى للبجا، سيد أبو آمنة، الاثنين، إن هناك أربع جماعات مسلحة في إريتريا، لها صلة بقيادات من حزب المؤتمر الوطني السابق، تعمل على إشعال توتر في شرق السودان.
ونشرت بعض الجماعات في وقت سابق إعلانات لتجنيد أفراد في كسلا، وهي خطوة لم تتخذ السلطات العسكرية أي إجراء ضدها.
وأشار أبو آمنة إلى أن هذه الجماعات تشمل قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داؤود، وحركة تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا، وقوات الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي، ومؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، لافتاً إلى أن هؤلاء القادة لهم صلات بحزب المؤتمر الوطني.
وأضاف: “هذه الحركات لا تستطيع حماية نفسها لأنها مخصصة لإشراك المؤتمر الوطني وواجهاته في أي تسوية قادمة، كما يُخطط لاستخدامها في إشعال الفتنة في شرق السودان لتقويض الفترة الانتقالية مجددًا”.
في سبتمبر 2021، استخدم قادة الجيش والدعم السريع، رئيس مجلس البجا محمد الأمين ترك، لإغلاق موانئ البلاد والطرق التي تربط شرق السودان بالعاصمة الخرطوم قبل تنفيذ انقلابهم على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر من نفس العام.
نزاع أهلي في الشرق
أكد سيد أبو آمنة أن مخططات الجماعات المسلحة تهدف إلى إشراك المؤتمر الوطني في السلطة أو عرقلة وإفشال الفترة الانتقالية بإشعال الفتنة في الإقليم بتحريك هذه الحركات القبلية.
وأشار إلى أن إريتريا تخشى على حدودها ومصالحها، لكنها تستغل هذه الجماعات للضغط على الحكومات السودانية. وتابع: “نملك معلومات عن الأموال التي دُفعت لإنشاء معسكرات تدريب الجماعات، كما نعلم أن هذه الحركات تدعمها السلطات السودانية والإريترية”.
تخوف الأمين السياسي لمؤتمر البجا من انتقال الحرب إلى شرق السودان وتحويلها إلى قتال قبلي، مشيرًا إلى أن السلطات السودانية تدرك توجهات العالم الساعية إلى إحداث تغيير ديمغرافي في شرق البلاد.
وأضاف: “من مظاهر هذه التوجهات، إفراد مساحة لمسار الشرق الذي أصر المكون العسكري على بقائه ضمن اتفاق جوبا الذي وقع عليه قائد الجيش، إضافة لاستغلال الروح القومية للبجا لتحقيق مصالحه”.
وتضمن اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع جماعات مسلحة في أكتوبر 2020، مسار الشرق، لكن السلطات جمدت تنفيذه بعد حدوث اضطرابات أهلية في شرق السودان.
الموقف من العملية السياسية
انتقد سيد أبو آمنة سيطرة الأجهزة الأمنية على جناح مجلس البجا الذي يتزعمه ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك، الذي دمج المجلس ضمن تحالف الحرية والتغيير ـ الكتلة الديمقراطية.
وأكد أن الأجهزة الأمنية تتحكم في قوائم المشاركين في المؤتمرات والاجتماعات، مثل الاجتماع التحضيري لإطلاق العملية السياسية. وهدد باتخاذ موقف مستقل حال استمرار الاتحاد الأفريقي في إجراء مناقشات مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” والإسلاميين.
شدد أبو آمنة على أن الحوار الذي يعتزم الاتحاد الأفريقي تيسيره لن يكون شاملاً إذا حُصر بين قوى الثورة وقوى النظام السابق. وأشار إلى أن مجلس البجا لم يعد جزءًا من الكتلة الديمقراطية والإسلاميين، لذا يجب على الاتحاد الأفريقي والقوى الدولية التعامل مع مؤسسة المجلس وليس الأفراد.
ويسر الاتحاد الأفريقي اجتماعًا تحضيريًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في الفترة من 10 إلى 15 يوليو الجاري، خلص إلى إجراء العملية السياسية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار داخل السودان، مع التأكيد على عدم مشاركة النظام السابق.