قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الجوع دفع السودانيين لمغادرة بلدهم إلى تشاد، فيما يتواجد في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، 800 ألف شخص عالقين دون غذاء كافٍ.
ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، منهم 755 ألف فرد في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وذلك وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو الماضي.
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، شبل صهباني، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إنه “أثناء قيامه بمهمة تقييمية في تشاد الأسبوع الماضي، أخبره اللاجئون اليائسون أن السبب الرئيسي وراء مغادرتهم السودان الآن هو الجوع والمجاعة”.
وأشار إلى أن اللاجئين أكدوا له أن سبب مغادرتهم السودان ليس “انعدام الأمن ونقص الوصول إلى الخدمات الأساسية، ولكن لأننا لا نملك ما نأكله هناك”.نقل عن سيدة فرت من دارفور ووصلت إلى مدينة أدري التشادية قولها إن “كل ما نستخدمه لإنتاج الطعام محليًا للأكل استولى عليه المقاتلون”.
وتتحدث تقارير المنظمات الإنسانية، آخرها تقرير للمجلس النرويجي للاجئين، عن وفاة الأطفال جوعًا يوميًا في دارفور، فيما تكافح الأسر في المناطق الأخرى لتأمين وجبة واحدة في اليوم بعد أن فقد معظم السودانيين سبل عيشهم جراء النزاع.
وقال صهباني إن 800 ألف شخص في الفاشر لا يزالون عالقين دون ما يكفي من الغذاء والمياه والدعم الطبي، حيث جعل القتال العنيف بين الأطراف المتحاربة في المدينة الوصول إليها “مستحيلاً تمامًا”.وخفت حدة المعارك في الفاشر خلال هذا الأسبوع بعد قتال شرس بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفائهم، تجدد في 10 مايو الماضي، مجبرًا مئات الآلاف على الفرار من المدينة.
وشدد شبل صهباني على أن الوضع في دارفور مثير للقلق، حيث لا يستطيع الجرحى في أماكن مثل الفاشر الحصول على الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها، كما أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات ضعفاء بسبب الجوع الشديد.
أفاد بأن مخزونات الرعاية الصحية الموجودة استخدمت لتزويد عدد قليل من المستشفيات في الفاشر، موضحًا أن هذا ليس كافيًا ولا يمكن الاستمرار فيه، حيث يواصل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مع الأطراف المتحاربة السماح بنقل إمدادات الإغاثة.
وتابع: “أصبحت ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة معزولة عن المساعدات الإنسانية والصحية بسبب القتال المستمر”.ذكر شبل صهباني أن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان مُولت بنسبة 26%، حيث تُعد حالة الطوارئ في البلاد “واحدة من أسوأ حالات الطوارئ في العالم”.
وأضاف: “إذا لم نحصل على وقف إطلاق النار، يمكننا على الأقل الحصول على حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية”.
كما يرعى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع في جنيف من أجل التوصل لترتيبات لإيصال المساعدات إلى الجوعى، ومن المرجح أن تتضمن وقفًا لإطلاق النار في بعض المناطق.