أفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، يوم الأربعاء، بوجود قيود شديدة تعيق وصول المزارعين إلى أراضيهم في ثلاث مناطق سودانية: سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق.
وتخضع معظم مناطق سنار لسيطرة قوات الدعم السريع، بينما يتحكم الجيش في النيل الأبيض والنيل الأزرق، باستثناء مناطق صغيرة مثل منطقة الأدهم بمحافظة التضامن في النيل الأزرق.
وذكرت الفاو في بيانها أن “هناك مخاوف بشأن إنتاج الحبوب، حيث امتد الصراع إلى مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب شرق السودان، مع الإبلاغ عن قيود شديدة على الوصول إلى الأراضي في سنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق”.
وأضافت المنظمة أن النقص المستمر في المدخلات الزراعية وانعدام الأمن على نطاق واسع يجبران العديد من أصحاب المزارع الكبيرة على مغادرة البلاد.
وأشارت إلى أن الظروف الجوية المواتية قد ساعدت في عملية البذر، حيث يتوقع منتدى توقعات المناخ في منطقة القرن الأفريقي الكبرى هطول أمطار من يونيو إلى سبتمبر 2024 بمستويات أعلى من المتوسط في جميع أنحاء السودان.
وفي يوم الثلاثاء، قال تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل إن نسبة الزراعة في أقسام المناقل والمسلمية بمشروع الجزيرة تراجعت بنسبة 72% في الموسم الصيفي الحالي مقارنة بالموسم السابق.
وتخضع منطقة المناقل، التي تضم 8 من أصل 18 قسمًا في مشروع الجزيرة، لسيطرة الجيش، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على بقية الأقسام، متهمة بنهب الآليات الزراعية والبذور والتقاوي والأسمدة.
وذكرت الفاو أنها تدعم 1.8 مليون أسرة مزارعة، أي ما يقارب 9 ملايين فرد، حيث يتلقى حاليًا 1.2 مليون أسرة في 17 ولاية بذور الذرة الرفيعة والدخن.
كما تدعم الفاو المزارعين في مجال مراقبة الجراد ومكافحته، وتوزيع الأعلاف الحيوانية ومعدات الزراعة، وبذور السمسم والبطيخ والفول والبامية والخضروات.
أدى انتقال النزاع إلى ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وشمال دارفور وغرب وجنوب كردفان إلى تفاقم الوضع الغذائي. بلغ إنتاج الحبوب في عام 2023 نحو 4.1 مليون طن، وهو أقل بنسبة 46% عن إنتاج العام الذي قبله، مما خلق فجوة تُقدّر بـ 3.38 مليون طن، مع شكوك حول قدرة الدولة على تمويل استيرادها.