السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةالرأي20 خطأ ادت للحرب في السودان

20 خطأ ادت للحرب في السودان

في يوم الاحد القادم ٢٥/ يونيو الجاري، تجئ ذكري مرور عشرين شهر علي انقلاب البرهان الذي وقع في يوم الاثنين ٢٥/ أكتوبر عام ٢٠٢١، وهي فرصة لكي افتح  فيها ملف “اشهر عشرين خطاء فادح ارتكبها الفريق أول ركن/ عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن”  خلال الفترة من يوم الجمعة ١٢/ أبريل ٢٠١٩ لحظة تسلمه السلطة من الفريق اول ركن/  احمد عوض بن عوف، وأدى اليمين كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي، وحتي هذه اللحظة التي لا احد يعرف بالضبط مكانه.. ولا اين مختفي؟!!

مع الاسف الشديد، انه وبالرغم من قصر المدة التي حكم فيها البلاد حتي اليوم وهي (٥٠) شهر، إلا أنها حفلت بالكثير من تصرفاته الغريبة وسلوكياته المستهجنة شكلا ومضمونا.. ولا ندخل الى عالم الأخطاء الفادحة.

اولًا:

في يوم الجمعة ١٢/ إبريل عام ٢٠١٩ تسلم البرهان زمام أمور البلاد من سابقه التي تنحى عن السلطة الفريق أول/ بن عوف، وتم تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ليقود البلاد خلال فترة انتقالية، وتفاجأت الجماهير مفاجئة شديد لم تخطر علي بال احد بدخول الفريق/ “حميدتي” كعضو في المجلس العسكري!!، كانت صدمة مروعة ما زلنا واقعين تحت تأثيرها حتي اليوم، فمن كان يصدق وقتها، ان الجنرالات الذين اطاحوا بالرئيس المخلوع ونظامه، جاءوا بـ الفريق ”حميدتي” الذي هو في نظر ملايين السودانيين أسوأ الف مرة من اي رمز من رموز النظام البائد، كان خطأ لا يغتفر، وبدخول “حميدتي” المجلس العسكري تغير كل شيء في السودان الى الاسوأ حتي يومنا هذا.

ثانيًا:

ليت الامر وقف عند دخول “حميدتي” المجلس العسكري في يوم ١٤/ ابريل ٢٠١٩، بل تمت ترقيته من رتبة فريق الي رتبة فريق أول!!، رتبة لا يستحقها بأي حال من الاحوال لانها جاءت علي حساب ضباط اخرين في المؤسسات العسكري ظلوا طويلآ ينتظرون فرص الترقي، هذه الترقية عرضت البرهان لكثير من السخط الشعبي ومن رفقاء السلاح، وسمع البرهان تعليقات ساخرة وهجوم لاذع لم يكن يتوقع ان تناله بهذا الكم الهائل من رفقاء السلاح، وحتى هذه اللحظة لم لا احد في السودان ما هو السر الكامن وراء هذا التعيين الغريب المريب؟!!، ولماذا تم تعيين “حميدتي”-  بالذات- دون الجنرالات الآخرين في المجلس؟!!، دارت وقتها شائعات قوية ان البرهان تعرض لإغراءات من دولة عربية تدخلت لصالح تعيين “حميدتي” في هذا المنصب الخطير.

 ثالثًا:

بمجرد ان اصبح “حميدتي” هو الرجل الثاني في السلطة بعد البرهان، سعي  هذا الأخير جاهدا اظهار نفسه علنا انه (سيد المجلس العسكري)!!، ونجح بالفعل نجاح كبير من خلال تحركاته علي المستوي الرسمي والشعبي والدبلوماسي في اثبات انه رجل السلطة الاول في السودان الجديد، نجح “حميدتي” لأن البرهان ارتكب خطأ فادح يوم انزوى بعيدآ وترك الجمل بما حمل لنائبه.

 رابعًا:

كل السودانيين كانوا يتوقعون ان يبادر البرهان بعد ان آلت له السلطة في البلاد، ان يبادر على الفور بسحب “الكتيبة السودانية” من اليمن، خصوصا بعد ان لقيت هذه الكتيبة إساءات بالغة وسخط عربي عارم بسبب وجودها في اليمن مقابل أموال دفعتها السعودية ودولة الإمارات، وصلت الإدانات الي حد وصف الضباط والجنود السودانيين ب”المرتزقة”، كم كان مخجل موقف البرهان وهو يلتزم بتنفيذ توجيهات نائبه “حميدتي” بعدم سحب الكتيبة من اليمن وابقاها رغم احتجاج السودانيين.

 خامسًا:

في نفس شهر تعيين “حميدتي” عضو بالمجلس العسكري في ابريل ٢٠١٩، سافر الي السعودية وبقي فيها فترة طويلة عاد بعدها الي الخرطوم وفي جعبته (٣) مليارات دولار!!… سكت البرهان عن سفر “حميدتي” بدون اذن المجلس العسكري، عاد بالمليارات الدولارات بالمليارات، وبعدها عرف السودانيين ان المليارات الثلاثة المقدمة من السعودية هي عبارة عن صفقة سعودية مع “حميدتي” تم بموجبها بقاء “الكتيبة السودانية” في اليمن!!، “حميدتي” هو من اتفق مع المسؤولين السعوديين وقام بتوقيع الصفقة، التي لم يعرف البرهان واعضاء المجلس شيء عنها الا بعد عودة “حميدتي” من الرياض.

 سادسًا:

اكبر خطأ ارتكبه البرهان إبان فترة رئاسته المجلس العسكري الانتقالي، انه اجبر كل اعضاء المجلس وهم: ( الفريق أول/ عمر زين العابدين محمد، الفريق أول/ شرطة الطيب بابكر، الفريق طيار/ صلاح عبد الخالق، الفريق طيار صلاح عبد الخالق، الفريق ركن شمس الدين كباشي، الفريق ركن/ ياسرعبد الرحمن العطا، الفريق ركن/ مصطفى محمد مصطفى، اللواء مهندس بحري/ إبراهيم جابر.). على اطاعة الفريق أول/ محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب الرئيس طاعة عمياء، وتنفيذ اوامره وتوجيهاته علي الفور بلا تاخير او ابطاء…وبدون “نقنقة ولولوة”!!

سابعًا:

خلال الفترة من بعد تعيين “حميدتي” في المجلس العسكري السابق، ومجلس السيادة فيما بعد ، كان هو لا احد من اعضاء المجلس يقوم مقام   الرئيس البرهان بالمقابلات الرسمية مع السفراء الاجانب في الخرطوم، والتقى في مرات عديدة بعشرات الوفود الاجنبية التي جاءت للخرطوم وبشخصيات عندها الوزن الدولي، والغريب في الامر، ان الصحف المحلية والاجنبية ركّزت كثيرآ علي اخبار هذه الزيارات والمقابلات مع حميدتي دون الاشارة من قريب او بعيد لبرهان المنزوي بعيدا لصالح “حميدتي”!!

 ثامنًا:

خلال فترة عمل “حميدتي” بالمجلس العسكري، قامت كثير من الصحف الاجنبية ذات الشهرة الواسعة في العالم، بنشر مواضيع في غاية الخطورة عن ضباط وجنود سودانيين ينتمون لقوات “الدعم السريع” يقاتلون جنبا الى جنب مع قوات الجنرال الليبي/ حفتر، وان دولة الامارات العربية هي التي تمول القوات السودانية بموافقة من “حميدتي” الذي هو شخصيا وراء ارسال الشباب والأطفال الي مناطق القتال داخل مدن ليبيا، تعرض اسم السودان الجديد الذي خرج لتوه من كارثة اليمن لهزة كبيرة وكان الواجب قبل كل شيء علي البرهان ان يسارع لتصحيح الوضع المزري الذي جاء من تحت رأس “حميدتي”، ولكن للأسف جاءت الاخبار فيما بعد، ان دولة الامارات اجبرت البرهان علي السكوت مقابل دعم مالي وفتات بقايا طعام ، عمل بالمثل المعروف “اطعم الفم تكسر العين”.

 تاسعًا:

في كثير من اللقاءات الجماهيرية العريضة التي التقى فيها “حميدتي” بمواطنين جاءوا لاستقباله، كان يتعمد من اجل رفع رصيده الشعبي، ان يشطح بكثير من الكلام المنمق والتصريحات الخطيرة التي فيها هجوم واضح  واستفزاز علي زملائه في المجلس العسكري، وتهكم علي بعض المسؤولين في جهاز الخدمة المدنية، كل ما قاله “حميدتي” من تجريح واساءات وصلت لبرهان وأعضاء المجلس، ولكنهم لم يناقشوها، ولا طلبوا من “حميدتي” الالتزام بالضبط والربط، عندها تمادي “حميدتي” كثيرآ في تصرفاته الرعناء بسبب هذا السكوت وخوف الجميع منه.

 عاشرًا:

عندما قامت قوة من الضباط والجنود باعتقال الرئيس المخلوع فجر الخميس ١١/ أبريل ٢٠١٩، قام الفريق/ عبدالرحيم وقتها بمصادرة اموال كثيرة الجنيهات السودانية والدولارات من منزل البشير، وبعدها وحتى اليوم لم نسمع ان هذه الاموال المصادرة قد دخلت خزينة الدولة!!، ولم تؤكد اي جهة رسمية في وزارة المالية او البنك المركزي استلامها المبالغ المصادرة، بل الاسوأ من كل هذا، ان المجلس العسكري لم يناقش اصلآ قصة مصادرة الاموال، كل أعضاء المجلس من كبيرهم البرهان الي اصغر رتبة سكتوا عن الموضوع لان الامر يتعلق بشقيق “حميدتي”!!

احدى عشر:

(أ)-
أكبر خطأ ارتكبه البرهان عن عمد ، انه خذل الشعب ورفض تسليم الرئيس المخلوع لمحكمة الجنايات الدولية تمامآ كما أرادت الجماهير المنتفضة، خشي البرهان ان قام بتسليم البشير لمحكمة لاهاي، ان يقول كل الحقائق عن مجازر ارتكبها الجيش في دارفور والجنوب وكردفان، ان  يذكر اسم البرهان كمجرم حرب ويذكر ايضا اسماء الجنرالات الذين عملوا معه، ويكشف كل شيء بالارقام والوثائق.

(ب)-
عندما زارت السيدة/ فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية الخرطوم، التقت بالبرهان الذي اكد لها جدية السودان التعاون التام مع محكمة الجنايات الدولية، وتعهد بتسليم كل المطلوبين لدى المحكمة، ولكن ما ان غادرت فاتو بنسودا الخرطوم حتي جاءت الأخبار وافادت ان البرهان بصدد دراسة مقترحات تقديم المطلوبين المحاكم في الخرطوم!!

 اثنى عشر:

واحدة من اكبر اخطاء البرهان ضمن سلسلة الأخطاء التي لم تتوقف بعد، تقديم البشير لمحاكمته بتهم الفساد وغسيل الاموال!!، لقد تعمد البرهان ان يبعد “رفيق السلاح” البشيرعن تهم ارتكاب المجازر التي طالت (٣٥٠) ألف قتيل، كان لبرهان وبقية المجلس العسكري ضلع كبير فيها.

 ثلاثة عشر:

واصل البرهان باصرارشديد أخطاءه الكثيرة، واحدة من هذه الاخطاء   عدم “هيكلة المؤسسات العسكرية”، رغم المطالبات الشعبية عليها، وارغم الجميع في المكون المدني بالقوة علي عدم الخوض في موضوع “الهيكلة” ، وإسكات كل الأصوات التي تطالبه بهذا العمل الوطني، ويعود السبب الي رفضه “الهيكل الجديد” لأنه ينص علي إلغاء قوات “الدعم السريع” ودمج الضباط والجنود في القوات المسلحة، وهو الأمر الذي يرفضه “حميدتي” رفضآ باتا وباصرار شديد، لذلك رفض البرهان “هيكلة المؤسسات العسكرية” خوفآ من غضب “حميدتي”.

 أربعة عشر:

في شهر يونيو عام ٢٠٢١، تحدي “حميدتي” المجلس السيادي والحكومة واعلن انه لن يحل قوات “الدعم السريع”، وقال للجميع شعب وحكومة” أعلى ما عندكم من خيل إركبوه”!!، وكم كانت المفاجأة قاسية علي الشعب عندما راح البرهان  يؤكد في اصرار شديد علي ” تلاحم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع  وأنهما معا في خندق واحد”!!

 خمسة عشر:

(أ)- اخطأ البرهان خطأ فادح عندما تجاهل اعضاء مجلس السيادة، والحكومة والمؤسسات العسكرية وسافر الي أوغندا ليلتقي هناك برئيس الوزراء الاسرائيلي، تصرف البرهان كان مثل تصرف سابقه الرئيس الراحل/ جعفر النميري الذي سافر الي كينيا عام ١٩٨١، والتقي هناك بوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، وتمت المقابلة السرية المطولة بمساعدة من رجل الأعمال الإسرائيلي ياكوڤ نمرودي (تاجرسلاح، ورجل استخبارات من أصول عراقية)، وحضر اللقاء رجل الأعمال السعودي تاجر السلاح عدنان خاشقجي، وحضر اللقاء ايضآ المسؤول في جهاز الموساد ديڤيد كيمحي.

(ب)-
عندما قام البرهان بزيارة منتجع “عنتيبي” الأوغندية والتقى برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في شهر فبراير ٢٠٢٠، تعرض لهجوم كاسح وتعليقات ساخرة كثيرة بسبب انه سافر الي أوغندا من وراء ظهر المجلس السيادي والحكومة، اكبر ضربة تلقاها البرهان عندما سخرت منه صحيفة اسرائيلية ونشرت مقال طويل ان البشير لم يحترم مؤسسات الدولة، ولم يستشير احد من كبار المسؤولين، فكيف نثق نحن الاسرائلين في رئيس لا يحترم شعبه ولا مؤسسات دولته، وينفرد بقرار التطبيع المفاجئ للجميع؟!!

 ستة عشر:

واحدة من اكبر اخطاء البرهان، انه كرئيس للبلاد قد فشل فشل ذريع في حماية اهل دارفور – بصورة خاصة – من الانفلات الأمني الذي ضرب الولاية، ومن الفوضى والاغتيالات التي راح ضحيتها اكثر من (٦٤) الف قتيل في مجازر كثيرة متعددة و اغتيالات فردية، لقد اصبح حال هذه الولاية اسوأ بكثير من حال اليمن، والشيء المؤسف للغاية، ان مهمة مجلس السيادة والحكومة قد اقتصر عملها منذ زمن طويل علي أرسال قوات عسكرية لفض النزاع كل ما وقعت مجزرة بين القبائل…ولا شيء غير!!

 سبعة عشر:

لو كان البرهان قد تصرف بما يمليه عليه الضمير والاخلاق، سارع علي الفور وبكل حزم وجسارة في يوم ٣/ يونيو ٢٠١٩ باعتقال كل من لهم علاقة  بارتكاب مجزرة “القيادة العامة”، البرهان يعرفهم حق المعرفة بالاسماء والرتب العسكرية، ولكنه تصرف كالجبان وسعي لمحاولات يائسة طمس الحقائق وابعاد المجرمين، وقتها قامت “موبايلات” الألاف من شهود العيان بتصوير كل شيء بدقة متناهية، ونقلت كثيرمن المحطات الفضائية الكثير المثير عن الاغتيالات والحرائق التي طالت ساحة الاعتصام، لقد سقط البرهان في امتحان الاخلاق، ومازال يواصل السقوط.

ثمانية عشر:

بينما الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي مازال يولي اهتمام خاص بموضوع سد “النهضة” الذي اصبح يشكل مشكلة كبرى لبلده والسودان، ويواصل ليل نهار الالتقاء بالمسؤولين في القاهرة والخبراء الاجانب، نجد ان البرهان قد رفع يده تماما عن موضوع السد، وقام بتسليم الملف لوزيرة الخارجية الدكتورة في علم النفس/ مريم الصادق!!.. وحتي الان الملف بيدها!!

 تسعة عشر:

اخطأ البرهان عندما سمح لمجلس السيادة بالتدخل في شؤون الحكومة بشكل سافر مما جعل حمدوك في مرات عديدة ان ينشر الحقائق بالصحف المحلية عن عمق الخلافات مع مجلس السيادة الذي يحاول التقليل من عمل الحكومة، أبرز هذه الخلافات عندما سافر البرهان الي منتجع “عنتيبي” الأوغندية والتقى برئيس الوزراء الاسرائيلي دون اخطار او مشورة من الحكومة.

 الخطأ العشرين:

أنكر البرهان ان القوات المسلحة هي التي بادرت بالهجوم والمعارك ضد القوات المسلحة في يوم السبت ١٥/ إبريل الماضي، ولكن بما ان القوات المسلحة غارقة في الفوضى وعدم الانضباط، لم يكن بالغريب ان يبادر الجنرال/ ابو وهاجة بتكذيب رئيسه ويقول علنا في جراءة كبيرة، ان القوات المسلحة هي التي بدأت المعارك!!، وهذا يعني بكل وضوح، ان خطأ اندلاع الحرب سببها البرهان، وهو الخطأ الذي كلفنا احتي اليوم مالا طاقة لنا به .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات