يستغرب الجميع من المواقف الحيادية لعدد من الوزراء والمسؤولين بالبلاد تجاه المعركة الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي، إذ يرون أن الوضع لا يحتمل وقوفاً على الحياد، وأن الانحياز إلى جانب القوات المسلحة هو الوقوف إلى جانب حماية الوطن دون ذلك فإن التاريخ سيسجل لكل من كان موقفه ضبابياً خصوصاً من يجلسون على كراسي قيادة الدولة.
وزراء محايدون
نماذج لعدد من الوزراء الذين وقفوا في خط الحياد منذ بدء المواجهات بين القوات المسلحة والدعم السريع، بينهم وزير المالية جبريل ابراهيم ووزير الثروة الحيوانية حافظ ابراهيم ووزير المعادن محمد بشير نمو ووزير النقل هشام أبوزيد إضافة إلى ذلك فإن بعض أعضاء مجلس السيادة الذين اتخذوا ذات الموقف ابرزهم الطاهر حجر والهادي إدريس.
عدم تساوي
ويرى مراقبون أنه لابد من وضوح المواقف، لأن الضبابية لن تزيد الأمور إلا سوءً وأن هذه المعركة لا يمكن الحياد فيها حتى وأن كان من يتخذون هذا الموقف على خلاف مع القيادة الحالية للجيش السوداني.
ويشيرون إلى أنه ليس من المعقول أن لاتقف مع جيش نظامي في مواجهة قوة تمردت عليه ولايمكن أن يتم التساوي بين الطرفين في جميع الأحوال لأن الجيش مؤسسة عريقة، وجوده يحفظ أمن الدولة وكسره يعني تهديداً بالغاً للأمن القومي السوداني والعربي.
موقف موضوعي
لكن القيادي بقوى الحرية والتغيير المعز حضرة يرى أن أي مسئول في الدولة السودانية أو ما تبقى منها، يجب أن يكون محايداً في هذه الحرب العبثية باعتراف أطرافها على حد قوله، ويعتبر حضرة لـ(اخبار السودان) أن الحياد في حد ذاته موقف، ولا للحرب أيضاً موقف، فالحياد موضوعي لاسيما إذا كانت معه دعوة لوقف الحرب.
ومنذُ اندلاع الصراع، في الـ15 أبريل الماضي، أسفرت الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل نحو 3 آلاف شخص على الأقل وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص من الخرطوم وإقليم دارفور إذ لم تنجح جميع المبادرات في ايقافها.
تباين مواقف
ويقول القيادي بالحزب الشيوعي علي سعيد ليس هناك حياد فى الوطن ولكن تتباين المواقف بسبب ما عاناه شعبنا لمدة لا تقل عن 34 عاما نتج عنه تدهور وتخلف مريع فى كل شيئ الا وعي الجماهير الذى ظل يتصاعد حتى انفجر رفضا قاطعا فى 19 ديسمبر 2018 وقرر أن لا يعود وظل أربعة سنوات فى الشوارع يرفض سياسات حمدوك بعد (شكرا حمدوك) ثم رفض وقاوم انقلاب اللجنة الامنية الثالث فى 25اكتوبر2021 وقوبل بالتقتيل ولم يهدأ.
وأضاف سعيد لـ(اخبار السودان) قائلا: اخيرا فرضوا عليه العقوبة وهي الحرب المدمرة للانسان دون مراعاة أي قيم أو مبادئ اخلاقية او قانونية او قيم دينية.
دور محوري
ويشير القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم فضل إلى أن الموقف الذي أعلنته قوى الكفاح المسلح الموقعة على السلام مبنى على عدة معطيات أهمها أن دخولها في الحرب سيعقد المشهد على الأرض خاصة في دارفور التي تعاني هشاشة أمنية واجتماعية كبيرة.
وقال فضل لـ(اخبار السودان) إن هذا الموقف يمكن أطراف السلام من لعب دور في وقف الحرب لأنه يعطي درجة كبيرة من الثقة لدي الأطراف ويمكن أن تلعب دور محوري في ذلك وهذا الذي كان يجري قبل الحرب وبعد أسابيع منها على الرغم من توقف تلك المساعي بعد منبر جدة لكن ما زال التواصل والمجوهودات مستمرة ،واضاف: البعض يريد أن يزج بالحركات المسلحة في الحرب بأي شكل وهم لا يدرون خطورة الأمر ومن خاض الحرب يعرف ما هي الحرب وتاثيراتها.
المصدر: https://suda.news/13587/