وزارة الخارجية السودانية أبدت يوم الثلاثاء عدم رضاها تجاه التصريحات الصادرة عن نظيرتها الأمريكية بشأن التجاوزات التي تحدث على يد قوات الدعم السريع، مشيرةً إلى أن واشنطن لم تتحدث بوضوح حول الجهة التي تقوم بارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة.
وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلنكن قال في بيان يوم الاثنين بمناسبة ذكرى استقلال السودان إن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدى إلى ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف “مع بدء عام جديد والاحتفال بالذكرى الثامنة والستين لاستقلال السودان، تفكر الولايات المتحدة في المعاناة المستمرة للشعب السوداني بسبب الصراع الذي لا داعي له بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية”.
كما ذكر إن النزاع أدى للتطهير العرقي، وانعدام الأمن الغذائي الخطير، والنزوح على نطاق واسع، وانهيار نظام الرعاية الصحية.
أكد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن مواصلة الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب شعب السودان والعمل على إنهاء الصراع، مشيراً إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تمكين الشعب السوداني في العام المقبل من بداية عملية تحقيق السلام والأمان والازدهار الذي يستحقه.
وردا على هذه التصريحات أبدت الخارجية السودانية تقديرها لما تضمنه بيان الوزير انتوني بلينكن، بشأن مواصلة حكومة بلاده العمل من أجل إنهاء الصراع في السودان.
لكنها اشارت في ذات الوقت لاستخدامه “عبارات معممة تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وعنف جنسي دون تسمية من يقوم بها”.
وأشارت إلى أن آخر بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي في السادس من ديسمبر الماضي قد حمل بشكل قاطع مليشيا “الدعم السريع” المحلولة المسؤولية عن تلك الجرائم.
وقالت الوزارة في بيان صحفي إن قوات الدعم السريع، تتمادى في جرائمها لتشمل مناطق ريفية لا توجد في بعضها حتى أقسام للشرطة، كما يحدث في ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت خلال الأيام الماضية مذبحة ضد المدنيين العزل في المدينة عرب، راح ضحيتها أكثر من أحد عشر شخصا.
كما نوهت إلى تكرارها لعمليات التصفية العرقية في ودمدني بناءً على نفس النمط الذي وقع في دارفور، واستخدامها لأساليب إرهابية في تجنيد الشباب والأطفال في الولاية بشكل قسري.
وأضافت انه “كان من المتوقع أن يشير البيان الأخير للوزير الأمريكي، للمجازر العرقية لتي ترتكبها قوات الدعم السريع، بقتلتها حتى للأطفال الرضع الذكور من القبائل التي تستهدفها، وهو ما يمثل جريمة إبادة جماعية”.
وقالت “إن بيان الوزير الأمريكي، تجاهل الإشارة لتنصل المليشيا عن التزاماتها بموجب إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 مايو الماضي”.