في تصعيد جديد للصراع في السودان، قام الجيش السوداني عن طريق طيرانه الحربي بتدمير الجزء الأكبر من مطار نيالا الدولي، الواقع في جنوب دارفور. وأكدت المصادر أن العملية استهدفت البنية التحتية الأساسية للمطار، بما في ذلك المدرج الرئيسي وأبراج المراقبة، بالإضافة إلى موقع التشويش جنوب المطار، ومكاتب إدارية أخرى.
ونقلت تقارير محلية أن المطار كان يستخدم خلال الفترة الأخيرة كمركز رئيسي لدعم العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع. وأوضحت أن طائرة شحن عملاقة كانت تهبط بشكل مستمر في المطار لتفريغ شحنات من الأسلحة والذخائر، إلى جانب نقل المصابين من أفراد قوات الدعم السريع لتلقي العلاج.
ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي تشهد مواجهات عنيفة منذ عدة أشهر. ويعتبر مطار نيالا واحدًا من المنشآت الاستراتيجية التي لعبت دورًا مهمًا في سير العمليات العسكرية بالمنطقة.
وقد أثار هذا التطور مخاوف كبيرة بين المدنيين في المنطقة، حيث يعتمد السكان بشكل كبير على المطار كممر حيوي للمواد الإغاثية والتنقلات الإنسانية. ومع استمرار التصعيد، تزداد التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب دارفور، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات.
خسائر استراتيجية وإنسانية
تدمير البنية التحتية للمطار يضيف بعدًا آخر للصراع، حيث لن تقتصر تبعاته على الجانب العسكري فحسب، بل ستؤثر بشكل كبير على المدنيين، سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أو حركة السفر داخل وخارج المنطقة.في ظل هذا الوضع المتأزم، تتجه الأنظار إلى جهود الوساطة الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع الدامي الذي ألقى بظلاله الثقيلة على السودان وشعبه.