في ظل استمرار النزاع الدامي الذي يمزق السودان منذ أكثر من عام ونصف، شنت قوات الدعم السريع هجومًا عنيفًا على قرية جالجيني في ولاية سنار بجنوب شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل 80 شخصًا وإصابة عشرات آخرين. وأفادت مصادر طبية وشهود عيان، يوم الجمعة، بأن مستشفى القرية استقبل 55 قتيلًا وعشرات الجرحى، توفي 25 منهم لاحقًا.
تفاصيل الهجوم
وفقًا لأحد الناجين، بدأت قوات الدعم السريع هجومها على القرية صباح الخميس الماضي، مستخدمة أسلحة نارية ومدافع هاون. وأشارت المصادر المحلية إلى أن هذا الهجوم يأتي في إطار سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ السبت الماضي على المنطقة المكتظة بالسكان، مما خلف عشرات القتلى بين المدنيين.
تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، منذ أواخر يونيو، بعد معارك عنيفة أدت إلى نزوح حوالي 726 ألف شخص وفقًا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة. وتربط سنار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي، وهو ما جعلها منطقة استراتيجية في الصراع الدائر، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وولاية الجزيرة وإقليم دارفور، بالإضافة إلى مساحات واسعة من كردفان.
الوضع الإنساني
أكدت المصادر المحلية أن جميع الخدمات في قرية جالجيني أصبحت خارج الخدمة، وسط انتشار قوات الدعم السريع في أرجاء المنطقة. يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد وضعًا إنسانيًا متدهورًا، حيث أدت الحرب المستمرة إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الأمراض والمجاعة في بعض المناطق.
جهود السلام المتعثرة
على الرغم من الجهود الدولية المستمرة لإنهاء الصراع، بما في ذلك المباحثات التي بدأت في جنيف يوم الأربعاء، فإن غياب الجيش السوداني عن هذه المفاوضات أضعف كثيرًا من فرص التوصل إلى حل. وكانت السعودية والولايات المتحدة قد حاولتا على مدى الأشهر الماضية جمع طرفي النزاع في مفاوضات لوقف إطلاق النار ومناقشة سبل الحل السياسي، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن.
منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، لم تتمكن المفاوضات من تحقيق تقدم يذكر، مما جعل البلاد تغرق في حرب ضارية أدت إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. مع استمرار القتال وتفاقم الأزمة الإنسانية، يظل الشعب السوداني هو الضحية الأكبر لهذا النزاع المستمر، حيث يواجه مخاطر متزايدة من الجوع والنزوح والمرض.