في مناسبة عيد الجيش السبعين، وجه رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كلمة إلى الشعب السوداني استذكر فيها بفخر الذكرى السبعين لسودنة القوات المسلحة في 14 أغسطس 1954، مشيرًا إلى أن هذا التاريخ يمثل بداية المسيرة الفعلية لاستقلال السودان في الأول من يناير 1956. وأشاد البرهان بدور رواد الحركة الوطنية الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لاستقلال السودان، معبّرًا عن تقديره للرعيل الأول من قادة الجيش، وعلى رأسهم الفريق أحمد محمد الجعلي، أول قائد عام للجيش السوداني.
وأكد البرهان أن هذه الذكرى تأتي في وقت تستمر فيه القوات المسلحة السودانية، بالتعاون مع أبناء الوطن المخلصين، في بذل التضحيات للحفاظ على وحدة وكيان الدولة السودانية، محذرًا من أن البلاد تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الطويل. وأشار إلى أن هذه المؤامرة تُحركها دوائر دولية وإقليمية متربصة، وتدعمها مجموعة سياسية مأجورة اختارت الوقوف في مواجهة الشعب السوداني.
وتطرق البرهان في كلمته إلى التحديات التي تواجه السودان، مشددًا على أن مليشيا إرهابية لا علاقة لها بالبلاد وبشعبه قد أعملت فيه قتلاً ونهبًا وتشريدًا، ساعية للوصول إلى السلطة دون تفويض أو مرجعية دستورية، بل فوق جماجم ودماء الشعب السوداني.
وفي سياق دعمه لقوات الجيش، قدم البرهان تحية إجلال لأبطال القوات المسلحة والشرطة والمخابرات العامة والقوة المشتركة وأبطال المقاومة الشعبية، مشيدًا بتضحياتهم وصمودهم في مختلف الجبهات. وأكد أن هؤلاء الأبطال يضربون أسمى آيات التلاحم والفداء دفاعًا عن شرف وكرامة الأمة السودانية، معبّرًا عن تقديره للشهداء والمصابين والأسرى.
وفي رسالته إلى المواطنين، جدد البرهان العهد بأن القوات المسلحة لن تتخلى عن الشعب السوداني، وأنها ستظل في المواقف التي تضمن عزته وكرامته الوطنية. وأكد أن القوات المسلحة لن تساوم في حقوق الشعب المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار، مشددًا على أن الحرب ضد المليشيا ستستمر حتى تطهير البلاد من دنس المتمردين.
واختتم البرهان كلمته بالتأكيد على أن السلام لن يتحقق طالما استمرت المليشيات في احتلال المدن والقرى وقطع الطرق، وأن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جدة في مايو 2023. وأعرب عن أمله في أن يحتفل الجيش السوداني في العام القادم بعيد الجيش وقد تطهرت البلاد من المليشيات المتمردة.
وجه البرهان تحية تقدير للشعب السوداني، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين وعودة الأسرى والمفقودين إلى ذويهم وديارهم بأمان.