تصاعد التوترات بين “الإخوان المسلمين” وميليشيا “درع السودان” بعد أحداث الجزيرة الدامية

3 Min Read

تشهد الساحة السودانية توترًا متصاعدًا بين الحركة الإسلامية المتمثلة في “الإخوان المسلمين” وميليشيا “درع السودان”، وذلك في أعقاب المجازر التي شهدتها ولاية الجزيرة، والتي خلفت عشرات القتلى والمصابين. هذه التطورات تعكس حجم الانقسامات العميقة بين الأطراف المتصارعة في السودان، حيث تتداخل المصالح السياسية والعسكرية وسط تصاعد حدة العنف في البلاد.

وفقًا لتقارير إعلامية، اندلعت خلافات حادة بين “الإخوان المسلمين” و”درع السودان”، حيث يسعى كل طرف إلى التنصل من المسؤولية عن المجازر التي وقعت في منطقة الجزيرة، خاصة في كمبو طيبة. صحيفة “الراكوبة” نقلت عن مصادر محلية أن قيادة “درع السودان”، بقيادة أبو عاقلة كيكل، تحاول تبرئة نفسها من التورط في أعمال العنف الأخيرة، في ظل اتهامات مباشرة بتورط قواتها في الهجمات الدامية التي استهدفت المدنيين.

من جهة أخرى، يرى محللون أن هذه الخلافات تعكس تصدعات داخلية في التحالفات العسكرية والسياسية التي تشكلت في السودان بعد اندلاع الصراع المسلح في أبريل الماضي. إذ يسعى كل طرف لتعزيز نفوذه على حساب الآخر، ما يضع البلاد أمام مزيد من التعقيدات السياسية والأمنية.

شهود عيان من منطقة كمبو طيبة كشفوا عن تفاصيل مروعة بشأن الانتهاكات التي وقعت خلال المجازر الأخيرة، حيث أُفيد بمقتل وحرق 26 شخصًا، وتدمير أكثر من 54 منزلًا، ونهب 74 عربة كارو، بالإضافة إلى اعتقال 18 شخصًا ونهب 2400 رأس من الماشية. سكان محليون أكدوا أن عمليات القتل والحرق نفذتها قوات من الجيش السوداني بالتعاون مع مستنفرين وقوات من ميليشيا “درع السودان”، وسط تصاعد أعمال العنف ضد المدنيين.

الخلافات المتزايدة بين الفصائل المتحاربة تعكس واقعًا سياسيًا معقدًا في السودان، حيث تتشابك المصالح بين القوى العسكرية والسياسية، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حلول سلمية. ويرى مراقبون أن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني، خاصة في ظل غياب أي أفق واضح للحل السياسي، واستمرار حالة الفوضى في العديد من المناطق.

هذه التطورات تأتي في وقت يواجه فيه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية، في ظل استمرار النزاع بين الأطراف المتحاربة. ومع استمرار العنف في ولايات عدة، يبقى السؤال الأهم: هل هناك إمكانية لوقف التصعيد، أم أن السودان مقبل على مزيد من الفوضى والانقسامات؟

Share This Article