شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في حدة القصف الجوي والمدفعي المتبادل بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مختلف مناطق البلاد. في ظل هذا التصعيد، طالبت جهات مدنية المجتمع الدولي بالتدخل وفرض حظر جوي لحماية المدنيين من الهجمات المتكررة التي تستهدف المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية.
في الخرطوم، اشتعلت النيران في منطقة بري إثر غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش، في حين تعرضت منطقة كرري العسكرية بأم درمان لقصف مدفعي من قوات «الدعم السريع»، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجراح خطيرة.
وفي مدينة مليط بولاية شمال دارفور، لقي 19 شخصًا مصرعهم وأصيب 25 آخرون بجروح جراء قصف جوي شنه الجيش. وأفادت تقارير محلية بأن المنطقة التي استهدفها القصف تخلو من أي مواقع عسكرية، ما أثار استياء المنظمات المدنية التي طالبت بفرض حظر للطيران والتحقيق في استخدام أسلحة محرمة.
وتعززت مطالب المدنيين في دارفور بفرض رقابة دولية على المجال الجوي السوداني، وسط دعوات لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين. يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات «الدعم السريع» السيطرة على معظم مناطق العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، فيما يظل الجيش محتفظًا بسيطرته على بعض المناطق الاستراتيجية.
تصاعد العنف بين الطرفين يعكس تعقيد الأزمة السودانية، ويزيد من حدة المعاناة الإنسانية، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف الهجمات العشوائية وحماية المدنيين.