شهدت مدينة الفاشر في شمال دارفور، غرب السودان، الخميس، تجددًا في الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من إصدار مجلس الأمن الدولي قرارًا بتجديد حظر السلاح في الإقليم، في محاولة لتهدئة الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
بحسب شهادات السكان المحليين، سُمعت أصوات قذائف مدفعية صباح الخميس تأتي من المناطق الشرقية للمدينة، حيث تحاول قوات الدعم السريع التقدم نحو مواقع الجيش، الذي يسيطر على الأجزاء الرئيسية من الفاشر. وأفاد سكان المدينة بأن قوات الدعم السريع كانت قد توغلت في المناطق الطرفية خلال المعارك السابقة، لكن الجيش تصدى لها عبر قصف مدفعي وغارات جوية.
الاشتباكات الأخيرة تأتي بعد فترة هدوء نسبي شهدتها المدينة، لكن تجدد القتال يشير إلى استمرار الصراع المسلح بين الطرفين، رغم المناشدات الدولية لوقف العنف. وأفادت “تنسيقية لجان مقاومة الفاشر” بأن المعارك شملت القصف المدفعي وتبادل النار في الحي الشرقي للمدينة، حيث تتمركز قوات الدعم السريع بأعداد كبيرة.
تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على مدينة الفاشر بعد إحكام قبضتها على أربع مدن رئيسية في إقليم دارفور من أصل خمس مدن. وأدت المعارك العنيفة إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، بالإضافة إلى نزوح الآلاف من الأسر التي تضررت من القصف العشوائي على المناطق السكنية.
التقارير تشير إلى أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في الفاشر، مع ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، ونقص حاد في الخدمات الصحية، مما أدى إلى موجات نزوح جديدة نحو المناطق الشمالية الآمنة نسبيًا.
الوضع الإنساني في دارفور يتفاقم بشكل مستمر، حيث أفادت الأمم المتحدة وشركاؤها بأن أكثر من 188 ألف شخص قُتلوا وأصيب أكثر من 33 ألف شخص منذ بدء الصراع في أبريل 2023. وتشير التقديرات إلى أن استمرار القتال يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مع نزوح الآلاف من مناطقهم، وتوقف شبه كامل للخدمات الطبية والإغاثية.
في الوقت نفسه، تواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للاستيلاء على الفاشر، فيما تشن قوات الجيش غارات جوية تستهدف مواقع الدعم السريع، وتتهم الأخيرة الجيش بتنفيذ ضربات جوية استهدفت المدنيين في بلدة مليط القريبة من الفاشر.
قرار مجلس الأمن بتجديد حظر السلاح في دارفور يعكس الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، إلا أن تجدد الاشتباكات بعد القرار يشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي في محاولة فرض الاستقرار في الإقليم. ومع استمرار الحصار والمعارك، يبدو أن الأوضاع على الأرض تتجه نحو المزيد من التصعيد، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.
التصعيد العسكري في دارفور يشكل تهديدًا متزايدًا للاستقرار في الإقليم، حيث تجددت الاشتباكات في الفاشر بعد فترة هدوء قصيرة. وبينما يسعى مجلس الأمن للحد من تسليح الأطراف المتنازعة، يبدو أن الوضع الميداني يتجه نحو المزيد من العنف والتدهور الإنساني، وسط مطالبات دولية متكررة بوقف القتال وحماية المدنيين.