ارتفع عدد ضحايا انهيار سد أربعات، الذي يُعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان في شرق السودان، مع تزايد التحذيرات من توقف إمدادات المياه.
وكثفت السلطات السودانية جهودها لإنقاذ عشرات العالقين الذين لجأوا إلى الجبال بعد انهيار سد أربعات يوم الأحد.
وذكر شهود عيان أن “فرق الإنقاذ عثرت على جثث 13 شخصًا، بينما تستمر عمليات البحث عن عشرات المفقودين باستخدام طائرة هليكوبتر وقوات الدفاع المدني”.
وأشار الشهود إلى أن المياه المتدفقة من السد غمرت 15 قرية على الأقل، وألحقت أضرارًا جزئية بنحو 30 قرية أخرى.
وتحدث الشهود عن إصابة أكثر من 170 شخصًا في قرى كلسيب، مهناب، وتابوت في منطقة أربعات، مؤكدين استمرار عمليات إحصاء الضحايا، حيث يقوم ناشطون في كل قرية بجمع المعلومات حول أعداد الموتى والمفقودين.
وقالت أحلام عبد الرسول، المديرة العامة لوزارة الصحة في ولاية البحر الأحمر، في تصريح لها، إن 7 أشخاص لقوا حتفهم، وهناك 100 أسرة محاصرة على الجانب الآخر من السد المنهار.
وتوقعت المسؤولة أن تظهر مشاكل صحية مثل تكاثر نواقل الأمراض في منطقة أربعات التي تعاني من الأوبئة والفيروسات، إلى جانب تزايد حالات الإسهال والكوليرا. كما يمثل تلوث المياه بالمخلفات العضوية وغير العضوية تهديدًا لسكان المنطقة.
وحذر مسؤول سابق في وزارة الري والموارد المائية، طلب عدم ذكر اسمه، من مخاطر اجتماعية وبيئية محتملة بعد انهيار السد، ما يستدعي من الجهات المختصة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي هذه الكارثة.وطالب مؤسسات الدولة باتخاذ تدابير احترازية، بما في ذلك المراقبة الدائمة للسدود الأخرى، لمنع تكرار ما حدث في سد أربعات.
وذكرت وزارة الصحة يوم الأحد أن انهيار السد أدى إلى وفاة 4 أشخاص غرقًا.
وقد أُنشئ سد أربعات عن طريق حفر سلسلة من الآبار الصحية التي تغذيها مياه الأمطار، وصُمم بطاقة استيعابية تصل إلى 15 مليون متر مكعب من المياه، لكن أخطاء التشغيل قللت من هذه السعة إلى 5 ملايين متر مكعب بسبب تراكم الطمي.
وأعلن تجمع البيئيين السودانيين في بيان له أن سد أربعات، بسعته الحالية، “يوفر أقل من 60% من احتياجات بورتسودان لمياه الشرب، وهي الآن مهددة بالعطش الكامل خلال الأيام المقبلة بعد انهيار السد”.
ودعا التجمع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ وإطلاق نداء عالمي للمساعدة في حفر المزيد من الآبار السطحية، حيث يساهم تدفق المياه السطحية في تعزيز المخزون الجوفي.
كما حث السلطات على طلب المساعدات الدولية لإعادة بناء السد، مع ضرورة تجنب الأخطاء الفنية التي شابت إنشائه وتشغيله، مثل فشل تشغيل البوابات لتصريف الطمي والحفاظ على السعة التخزينية.
وأشار التجمع إلى أن كميات الطمي المتدفقة من خلف السد “تشكل تهديدًا بيئيًا بسبب تأثيرها المدمر على الأراضي الزراعية في منطقة أربعات، مما سيؤثر على سبل كسب العيش لمدة موسم أو موسمين على الأقل”.
وأضاف التجمع أن كميات الطمي الكبيرة قد تؤثر على دلتا الخور، وهي موطن لحيوان الجمبري وبيئة تكاثره.
واجتاحت سيول عارمة العديد من المناطق، حيث تضرر منها وبالأمطار الغزيرة 317 ألف سوداني، وتعرض 58 ألف منزل للضرر في 60 منطقة ضمن 16 ولاية، وفقًا للأمم المتحدة.