لليوم الثاني على التوالي، واصل الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» تبادل القصف العنيف في مناطق سيطرة كل منهما، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وتدمير البنى التحتية والمساكن في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وكذلك في الأجزاء الشرقية والشمالية من مدينة أم درمان.
الهجوم الاستباقي في الخرطوم
في بيان رسمي، أعلن الجيش السوداني أن قواته المدرعة نفذت هجوماً استباقياً في حي الدوحة المجاور لقيادة المدرعات في الخرطوم، بناءً على معلومات استخبارية دقيقة. وأفاد الجيش بأن الهجوم أدى إلى دحر قوات «الدعم السريع»، التي وصفها بـ«ميليشيا آل دقلو الإرهابية»، في إشارة إلى زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو وشقيقه، وتمكنت القوات المدرعة من قتل العشرات من أفراد «الدعم السريع» وتدمير دبابة من طراز «تي 55» تابعة لهم.
تبادل القصف في الفاشر وأم درمان
في صباح الأربعاء، استهدف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أحياء سكنية في مدينة الفاشر، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بحسب مصادر محلية. في المقابل، قصفت «قوات الدعم السريع» بضراوة منطقة كرري، حيث سقطت مقذوفات في عدد من الأحياء السكنية التي يسيطر عليها الجيش وتقع فيها منطقة كرري العسكرية التي تضم المطار الحربي.
نفي حصول الجيش على طائرات من مصر
في سياق متصل، نفى ناطق باسم الجيش تقارير صحافية تحدثت عن حصوله على طائرات من طراز (K8) الصينية عبر مصر، مؤكداً أن الجيش يمتلك أسراباً منها قبل بدء الحرب، حصل عليها من الصين، وأنها طائرات تدريبية، مضيفاً أنه ليس بحاجة للاستعانة بأي دولة صديقة للحصول على هذا النوع من الطائرات.
خسائر بشرية جراء القصف المتبادل
يزعم كل طرف من طرفي الصراع أنه ألحق خسائر فادحة بالآخر جراء القصف المتبادل. وذكر شهود عيان أن الغارات الجوية استهدفت مناطق في الفاشر تحت سيطرة الجيش والقوات الحليفة له، حيث أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. في آخر حصيلة للغارات الجوية، قُتل 15 شخصاً في قصف استهدف مستشفى مدينة الضعين، و10 أشخاص آخرين في مدينة الطويشة بولاية شمال دارفور، إلى جانب عدد آخر من القتلى والجرحى في حي الوحدة بمدينة الفاشر.
تداعيات القصف على المدنيين
أسفرت الغارات الجوية والقصف المتبادل بين الطرفين عن مقتل وإصابة مئات المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد، بما في ذلك مدينة الحصاحيصا والخرطوم. في مدينة أم درمان، استهدف الطيران الحربي منزل معلم، ما أدى إلى مقتل جميع أفراد أسرته وإصابته بجروح خطيرة.
تحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر منذ عدة أشهر، وتخوض معارك عنيفة ضد قوات الجيش والقوات الحليفة لها التي تسيطر على القاعدة العسكرية والمدينة، مما أدى إلى نزوح نصف مليون شخص هرباً من القتال.