أطلق أطباء في المستشفى السعودي بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور نداءً عاجلاً للتبرع بالدم، بعد أن أدى النقص الحاد في وحداته إلى تهديد مباشر لحياة المصابين جراء القتال المتواصل في المدينة.
وقال أطباء محليون إن المستشفى السعودي يعاني من عجز خطير في توفير الدم، في ظل الارتفاع المستمر لعدد الجرحى نتيجة القصف المدفعي الذي طال أحياء سكنية وأسواقاً خلال المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأوضح أحد الأطباء المنتمين إلى شبكة أطباء السودان أن حياة عشرات المصابين باتت في خطر، خاصة مع توقف معظم المستشفيات عن العمل وعجز القليل المتبقي منها عن تقديم الرعاية الكاملة.
وأشار الأطباء إلى أن تفاقم الأزمة يعود أيضاً إلى تراجع أعداد المتبرعين بالدم بسبب سوء التغذية وانتشار الجوع، ما قلل من قدرة المواطنين على المشاركة في جهود إنقاذ الجرحى. ولفتوا إلى أن الأطفال والنساء الحوامل من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية.
وجه أطباء نداءً إلى المجتمع الدولي، مطالبين بالضغط من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية، خصوصاً في المجال الصحي، لإنقاذ أرواح المصابين. وتخضع مدينة الفاشر لحصار منذ أبريل 2024، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، واضطر السكان للاعتماد على بدائل بسيطة مثل “الأمباز” للبقاء على قيد الحياة.
وفي محاولة للتخفيف من الأزمة، دعت شبكة أطباء السودان سكان الفاشر للتوجه إلى بنك الدم بالمستشفى السعودي للتبرع العاجل، مؤكدة أن حياة العديد من المصابين أصبحت مرهونة بتوفير وحدات الدم، في وقت تستمر فيه الاشتباكات والنزوح وتدمير المرافق الطبية الأساسية.