السودان يقترب من “الحل الأممي”.. قوات دولية لحماية المدنيين؟

3 Min Read

خطوة جديدة نحو إنهاء النزاع في السودان تلوح في الأفق، مع تلميح الولايات المتحدة إلى احتمال نشر قوات لحماية المدنيين بعد تعثر المفاوضات السياسية.

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، خلال لقاء إعلامي في نيروبي ليل الأربعاء، عن فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي لتهيئة وتجهيز قوات تدخل تهدف لحماية المدنيين في السودان.

يأتي هذا الإعلان بعد مرور عام على اعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارًا بإنشاء بعثة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات والجرائم التي رافقت الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقد صدر التقرير الأول للبعثة الدولية، المكون من 19 صفحة، بعد تحقيقات أجريت بين يناير وأغسطس 2024. واستند التقرير إلى مقابلات مع 182 ناجيًا وأسرهم وشهود عيان، بالإضافة إلى مشاورات مع خبراء وممثلي المجتمع المدني. أوصى التقرير بفرض حظر على توريد الأسلحة لطرفي النزاع ونشر قوة لحفظ السلام لحماية المدنيين.

وفقًا للأمم المتحدة، يواجه السودان، الذي كان يُعد من أفقر دول العالم قبل الحرب، واحدة من أسوأ أزمات النزوح والجوع في العالم.

ومع تصاعد النزاع وامتداده إلى 14 ولاية من أصل 18، يتساءل كثيرون ما إذا كان المبعوث الأمريكي يمهد لتدخل دولي تحت مظلة الأمم المتحدة في السودان.

انتهاكات ضد المدنيين

الخبير القانوني معز حضرة يرى أن التدخل الدولي هو الخيار الأخير الذي يلجأ إليه المجتمع الدولي عندما تتفاقم الانتهاكات ضد المدنيين. وأوضح أن التقارير الأممية، وخاصة تقرير لجنة تقصي الحقائق، أثبتت ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الصراع السوداني. وأضاف أن التدخل الدولي لحماية المدنيين أصبح مسؤولية المجتمع الدولي، وليس استعمارًا جديدًا كما يروج البعض.

الكاتب والمحلل السياسي أنور سليمان يرى أن هذا التوجه يعد تهديدًا أو تمهيدًا للتدخل، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يتطلب موافقة الحكومة المعنية.

وأشار إلى أن أي تدخل يتجاوز مفهوم السيادة الوطنية يتطلب إرادة دولية قوية، مضيفًا أن هذا الخيار قد يصبح ممكنًا بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة.

تحديات التدخل الدولي

رشا عوض، رئيسة تحرير صحيفة “التغيير” السودانية، تشير إلى أن التدخل الدولي في الوقت الحالي يواجه صعوبات كبيرة، منها التكلفة المالية العالية وتعقيد الوضع العسكري. كما أكدت أن قوات الاتحاد الأفريقي، مثل بعثة “يوناميد”، لم تكن فعالة في حماية المدنيين، وأنه لا يجب تكرار هذه التجربة الفاشلة.

يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ.

Share This Article