مدير أطباء بلا حدود أزمة السودان الإنسانية كارثية

4 Min Read

قال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود ستيفان كورنيش إن الاحتياجات الإنسانية في السودان باتت أكثر إلحاحاً مع حرمان آلاف المدنيين من الغذاء والرعاية الصحية وفقدان كثيرين حياتهم أو نزوحهم أو وقوعهم تحت ظروف مروعة وأضاف أن الأزمة الإنسانية في السودان كارثية وستتفاقم أكثر وإذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة فسيؤدي ذلك إلى فقدان ملايين الأرواح في ظل غياب تحركات جادة من المجتمع الدولي وصناع القرار للضغط على الأطراف المتحاربة للدخول في مفاوضات سلام وضمان وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

أشار كورنيش إلى أن الاحتياجات الصحية والإنسانية تتصاعد وسط قتال عنيف في عدة مناطق بالسودان مع تسجيل حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد مؤكداً أن الحرب أثرت بشكل مأساوي على الصحة الجسدية والعقلية للمدنيين كما ألحق النزاع والنزوح القسري خسائر فادحة بصحة الناس ورفاهيتهم وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قدرت أن ما بين سبعين إلى ثمانين في المائة من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وكردفان ودارفور تعرضت لأضرار بالغة وما تبقى منها يعمل في ظروف صعبة لافتاً إلى أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يعانون وفيات يمكن الوقاية منها لكنها تحدث بسبب نقص الرعاية قبل الولادة وخدمات الولادة غير الآمنة وانتشار سوء التغذية بين الأمهات على نطاق واسع.

أكد كورنيش أن القتال العشوائي ونهب المرافق الصحية ونقص الموظفين والإمدادات وضعف الاستجابة الدولية أدت إلى انقطاع الخدمات الصحية في وقت تزداد الحاجة إليها مشيراً إلى أن المنظمة تعرضت لأكثر من ثمانين هجوماً العام الماضي وبعد فشل جميع التدابير الممكنة لحماية المرافق الصحية لم يكن هناك خيار سوى تعليق الأنشطة في بعض المرافق.

حالات الاغتصاب

أوضح كورنيش أن العنف الجنسي أصبح عنصراً ثابتاً في الحرب مما زاد من حدة التهديدات التي يواجهها المدنيون بشكل صادم خاصة في ظل نقص الرعاية الطبية والدعم النفسي لضحايا العنف الجنسي وأشار إلى أن المنظمة أجرت مسحاً ميدانياً بين يوليو وديسمبر ألفين وثلاثة وعشرين في مخيمات اللاجئين السودانيين بشرق تشاد وكشف المسح أن من بين مئة وخمس وثلاثين ناجية من العنف الجنسي عالجتهن أطباء بلا حدود تعرضت تسعون في المائة منهن للاعتداء من قبل مسلحين.

الأمن الغذائي

قال كورنيش إن سوء التغذية يمثل مشكلة مزمنة في السودان لكن الحرب فاقمت الوضع بشكل كبير ما سيجعل الجوع يزداد في موسم الجفاف وأضاف أن ستة ملايين ومئتين وأربعين ألف شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وفق تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وأن سبعمائة ألف شخص تقريباً يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة خاصة في دارفور وكردفان.

الإرادة السياسية والتحديات

أكد كورنيش أن مع اقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني فإن غياب الإرادة السياسية لإنهائها جعل الملايين بحاجة ماسة إلى المساعدة ودعا المجتمع الدولي إلى توجيه مزيد من الاهتمام والموارد نحو السودان لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية السريعة وأوضح أن المنظمة تواجه تحديات كبيرة في ظل الحصار المفروض على بعض المناطق والقيود المفروضة على الوصول والعراقيل البيروقراطية مما يجعل من الصعب تقديم الاستجابة المناسبة.

وأشار إلى أن الهجمات على المستشفيات ونهبها أو منع القوافل من الوصول أو إطلاق النار عليها جعلت العمل بأمان في بعض المناطق مستحيلاً كما قللت من قدرة السكان على الوصول إلى المساعدات والرعاية المنقذة للحياة مؤكداً أن المنظمة تبذل جهوداً حثيثة لتأمين تمويل إضافي لتوسيع نطاق الاستجابة حيث حصلت على خمسين مليون يورو لتلبية الاحتياجات خلال الأشهر الأخيرة من بينها خمسة وثلاثون مليون يورو من مؤسسة آيكيا كما أطلقت حملات عدة للفت الانتباه إلى الأزمة ومنها حملة تحدث عن السودان.

Share This Article