بعد فشل مفاوضات جنيف الأخيرة الخاصة بوقف الحرب في السودان، تصاعدت المخاوف لدى السودانيين من مستقبل بلادهم، الذي بات يواجه خطرًا محدقًا مع استمرار القتال. في هذا السياق، أكد رئيس وفد «قوات الدعم السريع» إلى مفاوضات جنيف بسويسرا، العميد عمر حمدان، أن قواته لن تسمح بتقسيم السودان أو تكرار تجربة انفصال جنوب السودان، مشيرًا إلى أن خيارهم العسكري سيكون مطروحًا إذا فشلت جهود التفاوض.
خيارات قوات الدعم السريع بعد مفاوضات جنيف
أوضح العميد عمر حمدان أن قوات الدعم السريع كانت تأمل في تحقيق اتفاق لوقف العدائيات بآلية مراقبة فعالة، إلا أن غياب وفد الجيش السوداني عن المفاوضات أدى إلى تفويت هذه الفرصة. وأشار إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الجيش لإرسال وفد للتفاوض، محذرًا من أن فشل هذه الجهود سيجعل الخيار العسكري واردًا. لكنه شدد على أن قواته متمسكة بوحدة السودان ولن تسمح بالتقسيم.
محادثات جنيف: خطوة للأمام رغم التحديات
أشار حمدان إلى أن مفاوضات جنيف لم تحقق كل الطموحات، لكنها شكلت خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب في السودان. وأكد أن المفاوضات أسفرت عن إنجازات مهمة في مجال إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد، الذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب. وأضاف أن غياب وفد الجيش حال دون تحقيق الهدف الرئيسي للمحادثات وهو وقف العدائيات.
أسباب غياب وفد الجيش ورفض التفاوض
تحدث العميد حمدان عن أسباب غياب وفد الجيش السوداني عن مفاوضات جنيف، مشيرًا إلى أن الجيش يسيطر عليه الإسلاميون الذين اختاروا طريق الحرب. واعتبر أن مطالب الجيش بوجود وفد يمثل الحكومة غير منطقية، خاصة أن المفاوضات السابقة كانت تجري بين وفدي قوات الدعم السريع والجيش.
السيناريوهات المحتملة إذا فشلت المفاوضات
أوضح حمدان أن قوات الدعم السريع مستعدة لمواصلة القتال إذا فشلت جهود التفاوض، مؤكدًا أن قواته قادرة على حسم المعركة عسكريًا، لكنه شدد على أن هذا الخيار مكلف وغير مرغوب فيه. واعتبر أن الحل الأمثل هو ممارسة المجتمع الدولي ضغوطًا لإجبار الجيش على العودة إلى طاولة المفاوضات.
إمكانية تشكيل حكومة موازية
لم يستبعد حمدان احتمال تشكيل حكومة موازية إذا تعقدت الأوضاع، لكنه أشار إلى أن هذا الخيار متروك لتقديرات القيادة. وأكد أن قوات الدعم السريع ملتزمة بوحدة السودان ولن تسمح بتقسيمه، مشيرًا إلى أن إدارة الشؤون المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم مستمرة، وأن هناك حاجة ماسة لتقديم الخدمات للمواطنين.
اتهامات بالانتهاكات وتوضيح موقف الدعم السريع
رد حمدان على الاتهامات بارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات ضد المدنيين، موضحًا أن هذه التصرفات تعتبر تفلتات فردية وأن القائد محمد حمدان دقلو سيصدر توجيهات صارمة لوقفها. وأكد أن قوات الدعم السريع تستهدف المواقع العسكرية وليس المناطق المدنية.
الدعم السريع والحكم المدني
أكد حمدان أن قوات الدعم السريع تدعم التحول المدني الديمقراطي في السودان، مشيرًا إلى أن هذه المسألة كانت واضحة في اتفاق المنامة. وأوضح أن قوات الدعم السريع ليست طامعة في السلطة، بل تسعى لإنهاء الحرب وكسر دورة الانقلابات العسكرية.
الاتهامات بوجود فلول النظام السابق في الدعم السريع
رد حمدان على اتهامات بوجود عناصر من النظام السابق بين أفراد قوات الدعم السريع، موضحًا أن بعض الأشخاص قد تخلوا عن النظام السابق وانضموا للدعم السريع. وأكد أن قوات الدعم السريع تسعى لإبعاد الجيش عن السياسة وتركيزه على حماية الوطن والمواطن.
خاتمة: مستقبل السودان على المحك
تظل الأوضاع في السودان معلقة بين جهود التفاوض والاحتمالات العسكرية. وبينما تسعى قوات الدعم السريع إلى الحفاظ على وحدة السودان وتجنب تقسيمه، يبقى مستقبل البلاد مرهونًا بمدى قدرة الأطراف المتنازعة على الوصول إلى حلول سلمية.