شهدت منطقة جنوب الخرطوم غارة جوية جديدة استهدفت “محطة الصهريج” في منطقة جنوب الحزام، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين سودانيين وإصابة أكثر من 30 آخرين. وأفاد مسعفون متطوعون أن هذه الضربة الجوية هي الثالثة التي تستهدف نفس الموقع خلال أقل من شهر، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الأهداف المختارة ومدى تأثيرها على المدنيين. ووفقًا لغرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين الذين يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، فإن القتلى قضوا نتيجة حروق شديدة، بينما يعاني خمسة من المصابين من حروق من الدرجة الأولى وصفت حالتهم بالحرجة. وقد تم نقل الجثث المتفحمة وبعض الجرحى إلى مستشفى بشائر، الذي يبعد حوالي أربعة كيلومترات عن موقع القصف. وأشارت التقارير إلى أن المنطقة المستهدفة تعتبر مركزًا تجاريًا يرتاده الأهالي من مختلف المناطق لممارسة أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي، مما يضاعف من حجم الخسائر البشرية في كل هجوم.
وصف مسعفون ومتطوعون هذه الغارات بأنها “تصعيد مستمر” يدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية. وأكدت غرفة الاستجابة الطارئة أن الغارات الجوية تستهدف مناطق سكنية مأهولة، مما يعكس نمطًا من الهجمات التي تزيد من معاناة المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف، بينهم 26 ألف شخص في العاصمة وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024، وفق تقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي. وقد شهدت الخرطوم أعنف المعارك، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها، وترك ثلث النازحين في السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، العاصمة بحثًا عن الأمان.
اتهمت منظمات حقوقية وأطراف محلية كلًا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باستخدام العنف ضد المدنيين، واستهداف المناطق السكنية دون تمييز. وفي الوقت الذي يحتكر فيه الجيش الأجواء عبر طائراته النفاثة، لم يتمكن حتى الآن من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات الدعم السريع.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
تصاعد القصف على المناطق السكنية والبنى التحتية المدنية يُضاف إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، حيث يعاني الملايين من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية. ومع استمرار النزاع، تزداد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم.