كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ “سينا” أن الجيش السوداني اتخذ قرارًا بعدم المشاركة في اللقاء المرتقب في جنيف، الذي كان من المقرر أن يجمع بين وفدي الجيش وقوات الدعم السريع. كان هذا اللقاء يهدف إلى تحقيق تقدم في المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر في السودان، والذي تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد. ووفقًا للمصادر، جاء قرار الجيش السوداني بعد سلسلة من المشاورات الداخلية التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية. رغم عدم الإفصاح عن الأسباب الدقيقة وراء هذا القرار، إلا أن هناك تكهنات تشير إلى أن الجيش قد يشعر بأن شروط التفاوض أو البيئة العامة للمحادثات لا تتناسب مع مصالحه أو قد لا تضمن تحقيق أهدافه في هذه المرحلة الحرجة من النزاع.
قرار عدم المشاركة في لقاء جنيف قد يكون له تداعيات خطيرة على جهود السلام في السودان. كان من المأمول أن يسفر اللقاء عن تفاهمات مبدئية قد تمهد الطريق لمحادثات أكثر شمولًا بين الأطراف المتنازعة. ومع غياب الجيش السوداني عن هذه المحادثات، قد تواجه الجهود الدولية والإقليمية لتعزيز الاستقرار في السودان تحديات إضافية.
من المتوقع أن يثير هذا القرار ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، الذي يضغط منذ فترة على الأطراف السودانية لبدء حوار مباشر يهدف إلى إنهاء القتال المستمر. كانت الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، والاتحاد الأوروبي من بين الأطراف التي دفعت بقوة نحو عقد هذا اللقاء في جنيف، وتعتبر عدم حضور الجيش السوداني تطورًا قد يعقد الجهود الدبلوماسية.
في هذه الأثناء، يستمر الصراع على الأرض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم في وسط نزاع لا يبدو أنه يقترب من نهايته. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني ملايين السودانيين من أوضاع إنسانية كارثية، مع انتشار الجوع ونقص الخدمات الأساسية. حيث يبقى المستقبل السياسي للسودان غامضًا في ظل هذه التطورات. مع تزايد التوترات وغياب الحوار الفعّال بين الأطراف المتحاربة، قد يتجه الوضع نحو المزيد من التصعيد. ومن المرجح أن تسعى الأطراف الدولية والإقليمية للضغط على الجيش السوداني لإعادة النظر في قراره والمشاركة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
في ظل الظروف الراهنة، يبدو أن السودان سيظل يواجه تحديات كبيرة على المستويين الأمني والإنساني. قرار الجيش السوداني بعدم حضور لقاء جنيف يعكس تعقيدات الصراع الحالي ويؤكد أن الطريق نحو السلام لا يزال طويلًا وشاقًا. ومع ذلك، فإن الضغط الدولي المستمر قد يكون العامل الحاسم في دفع الأطراف السودانية إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.