يتوجه رئيس “مجلس السيادة الانتقالي” وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى بكين على رأس وفد سوداني للمشاركة في قمة “منتدى التعاون الصيني الأفريقي” (فوكاك)، التي ستعقد في العاصمة الصينية خلال الفترة من الأربعاء إلى الجمعة. تأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الحكومة السودانية إلى تعزيز علاقاتها مع الصين ضمن استراتيجية “التوجه شرقاً” لمواجهة العزلة التي فرضتها الدول الغربية على السودان.
يهدف البرهان خلال زيارته إلى بكين إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الصين وإقامة شراكات استراتيجية في مختلف المجالات. من المتوقع أن يعقد البرهان مباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي قد تثمر عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في ظل مساعي الصين لتعميق التكامل الاقتصادي مع الدول الأفريقية من خلال “مبادرة الحزام والطريق”.
ينعقد منتدى التعاون الصيني الأفريقي هذا العام تحت عنوان “التكاتف من أجل تعزيز التحديث وبناء مجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وأفريقيا”. سيبحث المنتدى فرص التعاون في مجالات الحوكمة والتصنيع والتحديث الزراعي والسلام والأمن، إلى جانب التعاون في إطار “مبادرة الحزام والطريق”. ووفقًا لإعلام “مجلس السيادة الانتقالي”، ستعتمد القمة وثيقتين ختاميتين: إعلان وخطة عمل لتوجيه التعاون الصيني الأفريقي في السنوات الثلاث المقبلة. حيث تشهد العلاقات السودانية الصينية بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بالخلافات حول الديون التي تقدرها الصين بحوالي 10 مليارات دولار. ويرى خبراء أن السودان يسعى للحصول على دعم عسكري ودبلوماسي من الصين لمواجهة “قوات الدعم السريع”، بالإضافة إلى تمويل وقروض لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
منذ انفصال جنوب السودان وتراجع إنتاج النفط السوداني، شهدت العلاقات بين البلدين تراجعًا. وتفاقمت التوترات عندما أنهت الحكومة السودانية اتفاقيات النفط مع الصين ورفضت تجديدها، مما أضر بالمصالح الصينية في السودان. ووفقًا لخبراء، فإن السودان قد يضطر إلى تقديم “أصول سودانية” كضمانات للحصول على قروض من الصين، في ظل عدم القدرة على سداد الديون نقدًا.
في سياق متصل، صرّح مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول ياسر العطا، في مايو الماضي بأن حكومته لا تمانع في إعطاء أي دولة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مقابل الحصول على إمدادات من الذخائر والسلاح. هذا التصريح يعكس مدى حاجات السودان العاجلة للدعم العسكري، وربما يعزز مناورات الحكومة السودانية لكسب دعم دولي من الصين وغيرها من القوى الكبرى.
تبقى مسألة نجاح زيارة البرهان مرهونة بمدى استعداد السودان لتقديم تنازلات للصين، سواء في شكل أصول سودانية أو ضمانات أخرى. وإذا وافقت الصين على تقديم الدعم الذي يسعى إليه السودان، فقد تعزز هذه الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون، رغم التحديات القائمة.