في ظل التطورات السياسية المتسارعة في السودان، أعلن تحالف “قمم”، الذي يضم أكثر من 60 كيانًا سياسيًا ومهنيًا ومدنيًا، دعمه لتشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “الدعم السريع”. يأتي هذا الإعلان بعد مشاورات مكثفة بين مكونات الجبهة الثورية وقادة “الدعم السريع” في العاصمة الكينية نيروبي.
تفاصيل المشاورات والدعم
أفادت مصادر مطلعة بأن الاجتماعات التي عُقدت في نيروبي شهدت توافقًا بين الجبهة الثورية وتحالف “قمم” على ضرورة تشكيل حكومة تعمل من داخل السودان، مع تعهد “الدعم السريع” بتوفير الدعم والحماية اللازمة لها. يُذكر أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب اجتماعات سابقة لتحالف “تقدم” في عنتيبي، حيث تم طرح فكرة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة “الدعم السريع”.
مواقف متباينة داخل التحالفات السياسية
على الرغم من الدعم الذي أبداه تحالف “قمم” وبعض قيادات الجبهة الثورية، إلا أن هناك تباينًا في المواقف داخل التحالفات السياسية. فقد أعرب زعيم حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، عن تأييده للمقترح، مشيرًا إلى مخاوفه من تشكيل محمد حسن التعايشي لحزب سياسي قد يسحب الجماهير التاريخية لحزب الأمة في مناطق كردفان ودارفور والنيل الأبيض. في المقابل، رفضت قيادات أخرى داخل تحالف “تقدم” الفكرة، محذرة من أنها قد تؤدي إلى انقسامات داخلية وتفاقم الأزمة السياسية في البلاد.
نفي رسمي من “الدعم السريع”
من جانبه، نفى مستشار قائد قوات “الدعم السريع”، إبراهيم مخير، تلقي أي مقترح رسمي من الجبهة الثورية لتشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات. وأشار إلى أن الأولوية الحالية هي المعركة مع الجيش، وأن الوقت غير مناسب لتشكيل حكومة في ظل التطورات الميدانية والتغيرات السياسية الدولية المتوقعة.
مخاوف من تقسيم السودان
أثار هذا التحرك مخاوف من إمكانية تقسيم السودان، حيث حذر محللون سياسيون من أن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة “الدعم السريع” قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات وزيادة التوترات بين المكونات السياسية والعسكرية في البلاد. ودعوا إلى ضرورة التركيز على تحقيق السلام والاستقرار من خلال الحوار والتوافق الوطني.
خلاصة
في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد السياسي في السودان معقدًا ومفتوحًا على عدة سيناريوهات. ويتطلب الوضع الحالي جهودًا مكثفة من جميع الأطراف للوصول إلى حلول توافقية تضمن وحدة البلاد وتحقيق تطلعات شعبها في السلام والاستقرار.