مع استمرار تصاعد الصراع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني، أن بلاده تخوض حرباً ممنهجة لها أطراف متعددة، مشيراً إلى أن الحرب لن تنتهي إلا بخروج قوات الدعم السريع من المرافق المدنية ومساكن المواطنين. وأكد البرهان أن علاقات السودان المستقبلية مع الدول ستعتمد على مواقف تلك الدول من الحرب. ويُفهم من تصريحاته وجود اتهامات مباشرة لدول تدعم قوات الدعم السريع سياسياً وعسكرياً. كما أوضح أن هذه الحرب لم تعد صراعاً داخلياً فقط، بل أصبحت ذات أبعاد إقليمية ودولية، مما يعقد عملية التوصل إلى حل سياسي أو وقف لإطلاق النار.
في سياق ميداني، أعلن الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع استهدفت سد مروي ومحطة الكهرباء باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واشتعال حريق في جزء من المحطة. وأكدت قيادة الفرقة 19 مشاة تصديها لتلك الهجمات، بينما تم إيقاف محطة الكهرباء لحين مراجعة الأضرار.
سد مروي، الذي يقع على نهر النيل في الولاية الشمالية، يُعد مشروعاً استراتيجياً لإنتاج الطاقة الكهرومائية، واستهدافه يشير إلى تصعيد خطير قد تكون له تداعيات إنسانية واقتصادية كبيرة.
في الوقت الذي تعاني فيه بعض المناطق من الهجمات المستمرة، حقق الجيش السوداني تقدماً مهماً بالسيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. هذا التقدم يفتح المجال أمام الجيش لتعزيز سيطرته على مناطق أخرى، وربما التمهيد لدخول العاصمة الخرطوم، التي ما زالت تشهد معارك عنيفة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 14 مليون نازح ولاجئ. ومع ذلك، تقدر أبحاث جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
تصريحات البرهان تشير إلى أن حل الأزمة السودانية لا يرتبط فقط بالحسم العسكري، بل يتطلب معالجة التداخلات الإقليمية والدولية. وبينما يتقدم الجيش السوداني على الأرض، تبقى المخاوف من استمرار تدهور الوضع الإنساني مع غياب حلول سياسية تلوح في الأفق.
خلاصة
الحرب في السودان تتخذ أبعاداً أكثر تعقيداً مع الوقت، حيث تتشابك المصالح الداخلية والخارجية. ويبقى تحقيق السلام مرهوناً بإرادة سياسية محلية ودعم دولي يضمن وقف الدعم الخارجي للأطراف المتحاربة وتوجيه الجهود نحو تسوية سياسية شاملة.