اليونيسف: مقتل 17 طفلًا في هجوم على مركز للنازحين بمدينة الفاشر

3 Min Read

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن هجومًا استهدف مركز دار الأرقم للنازحين في مدينة الفاشر بشمال دارفور، أسفر عن مقتل 17 طفلًا، بينهم تسع فتيات وثمانية أولاد، من ضمنهم رضيع يبلغ من العمر سبعة أيام فقط.

وقالت المنظمة في بيان صدر يوم الأحد إن الهجوم وقع صباح السبت داخل منشأة مخصصة لإيواء عائلات نزحت جراء النزاع المستمر في الإقليم، مؤكدة أن الضحايا ينتمون إلى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

ووصفت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، الحادث بأنه “مأساوي ومدمّر”، مضيفة أن استهداف الأطفال والعائلات التي تبحث عن ملاذ آمن يمثل انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية، مشددة على أن “الاعتداء على المدنيين في أماكن يفترض أن توفر لهم الحماية أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وأشارت اليونيسف إلى أن مدينة الفاشر تعيش تحت حصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وتقييد حركة السكان بشكل شبه كامل.
وأوضحت أن المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال، يتعرضون بشكل متكرر لقصف وانتهاكات أمنية في ظل غياب ممرات إنسانية آمنة، ما أدى إلى تدهور حاد في الوضع المعيشي والخدمات الأساسية.

وأكدت المنظمة أن استمرار هذا الحصار أدى إلى عزل المدينة عن بقية مناطق البلاد، وترك سكانها في مواجهة أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف.

بيان المنظمة أشار إلى أن مناطق واسعة من شمال دارفور تعاني من مجاعة فعلية منذ عدة أشهر، حيث أصبحت الأسر النازحة تعتمد على حصص غذائية محدودة وغير كافية.
وأضافت اليونيسف أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال بلغت مستويات “كارثية”، مع تسجيل وفيات متزايدة بين الأطفال نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية الحاد الوخيم، والتي تفاقمت بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.

وأكدت المنظمة أن الوضع الإنساني في الإقليم أصبح من بين الأسوأ في العالم، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المتضررين.

في ختام بيانها، دعت اليونيسف إلى وقف فوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء السودان، وخاصة في مدينة الفاشر، ورفع الحصار المفروض عليها.
كما طالبت المنظمة بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتوفير ممرات آمنة للأسر الهاربة من العنف.

وشددت على أهمية محاسبة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف المدنيين، مؤكدة أن استمرار مثل هذه الانتهاكات “يهدد مستقبل الأجيال ويقوّض فرص السلام والاستقرار في السودان”.

Share This Article