كثف الجيش السوداني، اليوم الجمعة، عملياته العسكرية في ولاية شمال كردفان، في إطار خطة تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على الإقليم وإعلانه خالياً من وجود قوات الدعم السريع. وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان استعادة مدينة بارا الاستراتيجية، عقب معارك وُصفت بالعنيفة.
في بيان سابق، أعلن الجيش يوم الخميس 11 سبتمبر سيطرته على مدينة بارا، التي كانت تُعد أحد أبرز معاقل قوات الدعم السريع في شمال كردفان. وتمت السيطرة بعد معارك برية وجوية مكثفة، في خطوة يسعى الجيش من خلالها إلى تأمين الممرات الحيوية المؤدية إلى مدينة الأبيض، مركز الولاية.
أفادت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة شنت هجمات على مواقع قوات الدعم السريع في مدينة جبرة الشيخ شرق الأبيض، انطلاقاً من قواعدها في منطقة رهيد النوبة. وتأتي هذه العمليات في إطار خطة تطويق واسعة بعد انسحاب قوات الدعم السريع من بارا.
أكدت مصادر ميدانية أن سلاح الجو السوداني نفذ ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق جبرة الشيخ، جريجخ، وأم كريدم المزروب، تمهيداً لتقدم بري يستهدف هذه المواقع. وتشير التقديرات إلى أن الجيش يسعى لإعلان السيطرة على المزروب خلال الساعات المقبلة.
دفعت القيادة العسكرية العليا بتشكيلات قتالية جديدة إلى إقليم كردفان، مع تعليمات واضحة بضرورة التقدم في جميع المحاور، بهدف إنهاء وجود قوات الدعم السريع وتأمين خطوط الإمداد والاتصال بين المدن الرئيسية.
ركّزت الطائرات الحربية السودانية غاراتها على محيط مدينة بارا لتأمين الطريق نحو الأبيض، التي تُعد مركزاً سكانياً رئيسياً وتشهد أوضاعاً إنسانية صعبة مع استمرار العمليات العسكرية وتراجع الخدمات الأساسية.
بهذه التحركات، يسعى الجيش السوداني إلى تحقيق تفوق ميداني واسع في شمال كردفان، وسط مؤشرات على تصاعد المواجهات وتداعيات إنسانية متزايدة على المدنيين في المنطقة.
