في تصعيد دبلوماسي جديد، أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن قلقها البالغ بعد تعرض منزل سفيرها في الخرطوم للقصف من قبل الجيش السوداني، وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية عزمها تقديم مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية حول هذا الهجوم.
في بيان صدر مساء الأحد، دانت الوزارة ما وصفته “بالاعتداء الغاشم” الذي استهدف مقر السفير الإماراتي في الخرطوم عبر طائرة تابعة للجيش السوداني، مشيرة إلى أن الهجوم تسبب في أضرار كبيرة بالمبنى. وطالبت الوزارة السلطات السودانية بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا “العمل غير المبرر”.
العلاقات بين السودان والإمارات كانت قد شهدت توتراً في الأشهر الأخيرة بعد بدء القتال، حيث تزايدت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. الجيش السوداني اتهم الإمارات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة والطائرات المسيرة، بينما نفت الإمارات هذه الاتهامات مراراً وتكراراً.
رغم التوتر، تظل الإمارات حريصة على الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع السودان. وفي حين غادر السفير الإماراتي الخرطوم لأسباب أمنية، إلا أن السفارة الإماراتية لم تغلق أبوابها، مؤكدة التزامها بالبحث عن حلول سلمية للتصعيد الحالي.
الجيش السوداني بدوره قدّم شكوى إلى مجلس الأمن، متهماً الإمارات بتوريد الأسلحة إلى المتمردين عبر مطارات تشادية، في حين دعت الإمارات المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الانتهاكات التي تستهدف المباني الدبلوماسية.
كما شددت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها الأخير على ضرورة احترام القانون الدولي الذي ينص على حماية البعثات الدبلوماسية ومقار السفارات، مؤكدة التزامها التام بالعمل على حماية مصالحها ومواطنيها في السودان، مع الاستمرار في دعم الجهود الإنسانية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد.
في الوقت ذاته، دعا مسؤولون إماراتيون إلى التهدئة والحوار كسبيل لحل الأزمة، معربين عن أملهم في أن يتمكن الشعب السوداني من تجاوز هذه المرحلة الحرجة والوصول إلى حل يضمن الأمن والاستقرار للجميع.
