أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في تصريح صحفي، أن التعاون العربي الإفريقي يشهد تطوراً ملحوظاً ويجري على كافة المستويات. وأوضح أن هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المشتركة لمعالجة المشكلات الإفريقية في ظل الصعوبات والتحديات الراهنة التي تواجه القارة. وأشار أحمد أبو الغيط إلى أن التعاون بين الدول العربية والإفريقية ليس جديداً، بل يمتد إلى عقود من العلاقات التاريخية والثقافية والاقتصادية العميقة. وأكد أن هذا التعاون يعزز من قدرة الطرفين على مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب، والفقر، والتغير المناخي، والصراعات المسلحة، بالإضافة إلى قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتطرق الأمين العام إلى عدة مجالات أساسية للتعاون العربي الإفريقي، منها:
1. الأمن والاستقرار
أكد أبو الغيط على أهمية التعاون الأمني بين الدول العربية والإفريقية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الإفريقي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتنفيذ برامج تدريبية مشتركة.
2. التنمية الاقتصادية
أوضح أبو الغيط أن التنمية الاقتصادية تعتبر من أولويات التعاون العربي الإفريقي. وأشار إلى أن العديد من الدول العربية تقدم دعماً مالياً وفنياً للدول الإفريقية من خلال مشاريع تنموية في مجالات الزراعة، والصناعة، والبنية التحتية، والطاقة. كما أكد على ضرورة تعزيز التعاون في مجال التجارة والاستثمار لزيادة التبادل التجاري وخلق فرص عمل جديدة.
3. الصحة والتعليم
شدد الأمين العام على أهمية التعاون في مجال الصحة والتعليم، مؤكداً أن الدول العربية تعمل على دعم القطاع الصحي في الدول الإفريقية من خلال توفير الأدوية والمعدات الطبية وتنظيم حملات صحية مشتركة. وفي مجال التعليم، أشار إلى وجود برامج لتبادل الطلاب والأساتذة بين الجامعات العربية والإفريقية، بهدف رفع مستوى التعليم وتبادل المعرفة.
تحدث أحمد أبو الغيط عن التحديات الراهنة التي تواجه التعاون العربي الإفريقي، مشيراً إلى أن الأزمات السياسية والاقتصادية في بعض الدول الإفريقية تشكل عائقاً أمام تحقيق التنمية المستدامة. وأكد على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز الحوار السياسي وتقديم الدعم الفني والمالي. وأكد أبو الغيط أن جامعة الدول العربية ملتزمة بتقديم الدعم الكامل للدول الإفريقية في كافة المجالات. وأوضح أن الجامعة تعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية لتعزيز هذا التعاون وتوسيع مجالاته بما يخدم مصالح الشعوب العربية والإفريقية على حد سواء. وأعلن أحمد أبو الغيط عن عدة مبادرات مستقبلية تهدف إلى تعزيز التعاون العربي الإفريقي، منها:
- إطلاق منتدى عربي إفريقي للتنمية المستدامة: يهدف هذا المنتدى إلى تبادل الخبرات والتجارب في مجال التنمية المستدامة ووضع استراتيجيات مشتركة لتحقيق الأهداف التنموية.
- تنظيم قمة عربية إفريقية: تهدف القمة إلى تعزيز الحوار السياسي والاقتصادي بين الدول العربية والإفريقية ووضع خطة عمل مشتركة للتعامل مع التحديات الراهنة.
- إطلاق برامج تدريبية مشتركة: تستهدف هذه البرامج بناء قدرات الكوادر العربية والإفريقية في مجالات مختلفة مثل الأمن، والصحة، والتعليم، والتنمية الاقتصادية.
في ختام حديثه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تعزيز التضامن العربي الإفريقي والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الراهنة. وأكد على أهمية الحوار والتعاون البناء لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية ستظل شريكاً فعالاً للدول الإفريقية، وستواصل جهودها لتعزيز التعاون المشترك وتقديم الدعم اللازم لتحقيق تطلعات الشعوب العربية والإفريقية في مستقبل أفضل.