في تطور مثير للقلق، أفادت تقارير بأن أعداداً كبيرة من القوات الإثيوبية تتحرك باتجاه الحدود الإثيوبية السودانية. وتأتي هذه التحركات وسط أنباء متضاربة تشير إلى احتمال دخول هذه القوات إلى الجانب السوداني من الحدود، مما يزيد من حدة التوترات بين البلدين ويفتح الباب أمام احتمال تصعيد خطير في المنطقة.
وفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، بدأت القوات الإثيوبية في التجمع والتحرك نحو الحدود السودانية في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقد شوهدت وحدات عسكرية كبيرة مزودة بمعدات ثقيلة ومركبات مدرعة تتحرك في اتجاه الحدود. ولم تصدر السلطات الإثيوبية أي بيان رسمي يوضح أهداف هذه التحركات أو يفسر أسبابها، مما يزيد من الغموض والقلق حول نواياها.
من الجانب السوداني، رصدت السلطات تحركات القوات الإثيوبية على الفور ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى. وأفادت مصادر عسكرية سودانية أن الجيش السوداني عزز من وجوده على طول الحدود المشتركة، وقام بنشر وحدات إضافية في المناطق القريبة من نقاط التماس المحتملة.وفي بيان صدر عن الحكومة السودانية، عبرت عن قلقها البالغ إزاء التحركات العسكرية الإثيوبية ودعت إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية. وطالبت الخرطوم المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لاحتواء الوضع ومنع تدهوره.
تشهد العلاقات السودانية الإثيوبية توتراً منذ فترة طويلة، حيث تتفاقم النزاعات حول مناطق الحدود المتنازع عليها وقضايا أخرى مثل تقاسم مياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبي. وكانت المنطقة الحدودية قد شهدت اشتباكات متكررة بين القوات السودانية والإثيوبية في السنوات الأخيرة، مما أضاف مزيداً من التعقيد إلى العلاقة بين البلدين.
أعربت عدة دول ومنظمات دولية عن قلقها البالغ إزاء التحركات العسكرية الإثيوبية واحتمال تصعيد التوترات مع السودان. ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى ضبط النفس وبدء حوار مباشر بين الجانبين لحل الخلافات بطرق سلمية وتجنب الانزلاق نحو صراع مسلح.
يرى خبراء ومحللون أن التحركات العسكرية الإثيوبية قد تكون محاولة للضغط على السودان في المفاوضات الجارية حول قضايا الحدود والمياه. ويرى البعض أن إثيوبيا قد تسعى إلى تعزيز موقفها التفاوضي من خلال استعراض القوة، بينما يخشى آخرون أن يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع واسع النطاق بين البلدين.
في الختام، يتطلب الوضع الراهن في المنطقة يقظة وتعاوناً دولياً لضمان الاستقرار ومنع انزلاق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وتظل الدعوات إلى الحوار والتفاوض هي السبيل الأمثل لتجاوز هذه الأزمة المعقدة وتحقيق السلام بين الجارين.