على نحو مفاجئ، أصدر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، يوم الأربعاء قرارًا بعزل مستشاره السياسي، يوسف إبراهيم عزت.
وجه حميدتي الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم لتنفيذ القرار، مشيرًا إلى أن القرار يأتي في إطار الترتيبات الداخلية الروتينية، وفقًا لبيان المتحدث باسم الدعم السريع. يربط مراقبون بين قرار الإقالة وتصريح عزت عن غياب الحركة الإسلامية عن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنه لم يكن مبررًا. وقال عزت في منشور على منصة “أكس” إن قبول الواجهات كان يستدعي قبول الأصل.
وأضاف عزت: “أعتقد أن نتيجة القاهرة تشير إلى إمكانية تصميم عملية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف للوصول إلى اتفاق شامل بين السودانيين، يخاطب الأزمة وجذورها، ويتفق على الحلول التي تؤسس للدولة وشكل الحكم فيها وحقوق المواطنة وحل كافة القضايا”.
عمل عزت مستشارًا سياسيًا لحميدتي منذ بداية عام 2021، عندما كان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة. أصبح عزت المتحدث الأول باسم الدعم السريع عقب اندلاع القتال مع الجيش السوداني في منتصف أبريل 2023.
في أبريل الماضي، نظمت قوات الدعم السريع ورشة في أوغندا لهيكلة العمل المدني والسياسي، حيث تقرر تولي القائد الثاني للدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، مهام مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع.
بعد وقت وجيز من قرار إقالته، قال يوسف عزت في بيان إنه طلب من حميدتي إعفاءه نتيجة للترتيبات الداخلية الجديدة التي نقلت مهامه للقائد الثاني، عبد الرحيم دقلو. وأضاف: “بما أنني شخص مدني وأعمل من موقع لا أخضع فيه للأوامر العسكرية أو جزء من هياكل قوات الدعم السريع ولأسباب أخرى سيأتي ذكرها مستقبلاً، طلبت إعفائي لأن تكليفي مرتبط بعلاقة شخصية قبل أن تكون أسرية، ربطتني بالأخ محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أزمنة الطفولة”.
وشدد على أنه سيبذل جهده لتقديم المشورة السياسية والعمل مع المنظمات الشبابية والثورية التي تؤمن بالتغيير ولها مواقف واضحة من الثورة ومستقبل بلادنا المرتبط بالعدالة والتحول المدني الديمقراطي.
ينسب لعزت إقناعه حميدتي بتبني مفهوم ثورة الهامش ضد سيطرة المركز ومحاربة نظام 1956، وغيرها من الشعارات التي كانت تطرحها الحركة الشعبية لتحرير السودان.
عمل عزت قبل التحاقه بقوات الدعم السريع في الحركات المسلحة في دارفور التي حاربت حكومة البشير في عام 2003. وكان ضمن قلة من شباب دارفور ذوي الأصول العربية الذين التحقوا بحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور قبل انشقاق مني مناوي.
بعد ذلك، كان من مؤسسي جبهة القوى الثورية المتحدة، التي تولى فيها منصب الأمين السياسي وشارك في عملية الدوحة للسلام في دارفور ضمن قوى التحرير والعدالة، قبل أن يختلف مع رئيس الحركة، التجاني سيسي، وينشق عنه.
خلال دراسته بكلية الحقوق في جامعة النيلين، كان عزت ناشطًا في منابر الطلاب الديمقراطيين. غادر بعدها إلى كندا التي يحمل جنسيتها الآن.