في اليوم الثاني على التوالي، شهدت العاصمة الأبيض في ولاية شمال كردفان، في 9 أكتوبر 2023، ساعات من الرعب، وسُجل سقوط ما لا يقل عن 16 شخصًا بين قتيل وجريح جراء الاشتباكات المتبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها. هذه الأحداث تأتي بعد مهاجمة قوات الدعم السريع للمدينة من أربعة اتجاهات مختلفة، مما دفع الجيش إلى الرد بقصف مدفعي عنيف. وقد بدأت هذه الأحداث بعد تقدم عدد كبير من قوات الدعم السريع من الاتجاه الغربي والشمالي والجنوبي في محاولة للوصول إلى وسط المدينة. ونشبت معارك برية عنيفة بين الجانبين في عدة أحياء من المدينة، بما في ذلك أحياء “الأرباع، الصالحين، فلاتة، اليرموك، الشهداء، الثورة”، وشهدت استخدامًا لجميع أنواع الأسلحة.
ووفقًا لشهود عيان، فقد تعرضت عدة أحياء في غرب مدينة الأبيض لأضرار كبيرة نتيجة تبادل قذائف المدفعية بين الأطراف المتحاربة. وأبلغ الأهالي في هذه الأحياء، وخصوصًا في الغربية منها، عن تعرضهم لعمليات نهب وسلب تنفذها عصابات تحالفت مع قوات الدعم السريع، والتي استهدفت المواطنين. وأفاد مسؤول في إدارة الطوارئ والإصابات بمستشفى الأبيض التعليمي بأن الحصيلة الأولية للضحايا الناجمة عن الاشتباكات العنيفة بلغت نحو ثلاثة قتلى على الأقل و13 مصابًا.
وتم الإبلاغ عن حالات وفاة وإصابات أخرى لم يتمكن المتضررون من نقلهم إلى المستشفى بسبب استمرار المواجهات وتساقط القذائف. وفرضت قوات الدعم السريع حصارًا على الأبيض منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي بشكل كبير. تفرض هذه القوات قيودًا على دخول المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة. المستشفيات تواجه نقصًا حادًا في الأدوية، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى تعطيل خدماتها. كما شهدت الأسواق ارتفاعًا مفرطًا في أسعار السلع. تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على الأبيض بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين إقليمي دارفور وكردفان. ولتحقيق هذا الهدف، خاضت معارك عنيفة ضد الجيش داخل المدينة وحولها على مدى عدة أشهر، مما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.
وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش بأن “قوات الفرقة الخامسة المعروفة بالهجانة تصدت للمحاولة الفاشلة للمليشيا المتمردة المحلولة لاستهداف بعض الأحياء في مدينة الأبيض لليوم الثاني على التوالي”. وأضاف أن “قواتنا تصدت لهم خارج المدينة وأجبرتهم على الفرار بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات التي جاري حصرها”.
