أغلق رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين، الباب أمام أي حوار مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن الخيار الوحيد المطروح هو تجميع هذه القوات في مناطق محددة. وأشار إلى أن الجيش، في العمليات العسكرية التي بدأها منذ 26 سبتمبر الماضي، حقق تقدماً ملموساً في عدة محاور، مستعيداً مواقع استراتيجية في الخرطوم وولاية سنار الوسطى.
وفي حديثه خلال مؤتمر قضايا المرأة في شرق السودان بمدينة بورتسودان، أوضح البرهان قائلاً: “لا توجد تسوية ولا تفاوض. نحن طرحنا تسوية بتسليم أسلحتهم والتجمع في مناطق محددة، ثم يقرر الشعب السوداني مصيرهم”.
وأشار إلى أن هناك حالة من التصعيد في عدة مناطق، منها الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بالإضافة إلى أجزاء من جنوب وغرب كردفان ومناطق أخرى، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية للسكان. ودعا البرهان إلى التركيز على إيجاد حلول عملية تسهم في إنهاء معاناة المواطنين.
وأكد البرهان أن الجيش والقوات النظامية والمساندة الشعبية ملتزمون بمواصلة العمل على استعادة الاستقرار ومواجهة أي تهديدات تعيق مسار السلام والتنمية في البلاد.
وفي سياق آخر، نفى البرهان أي دعوة لعقد مؤتمر للقوى السياسية، مؤكداً: “هذا الحديث غير صحيح، لم نقدم دعوة لأي سياسي أو طرف للتفاوض أو إنشاء منبر”.
وأضاف: “أيدينا ممدودة لكل سوداني مخلص محب لوطنه وتاب عن أخطائه. باب التوبة مفتوح للجميع، والتوبة لها شروط، وهي أن يستهجن الشخص الأفعال التي قام بها سابقاً”.
تواصل الحكومة الخاضعة لسلطة الجيش ملاحقة قادة تحالف “تقدم” عبر دعاوى جنائية، متهمة إياهم بالتعاون مع جهات مسلحة وارتكاب جرائم حرب، بينما ينفي التحالف هذه الاتهامات ويعتبرها سياسية.
وفيما يتعلق بقضايا المرأة، أكد البرهان اهتمام الدولة بتمكين النساء، مشيداً بدورهن في دعم القوات المسلحة والدفاع عن الوطن. ودعا إلى الاستفادة من موارد شرق السودان لتحسين أوضاع المرأة وتنميتها.
كما أعرب عن استيائه من العادات الضارة التي أعاقت تقدم المجتمعات، قائلاً: “رأيت نساء يعشن في مناطق نائية دون تعليم أو رعاية صحية. يجب أن نصحح هذا الوضع ونوفر لهن حياة كريمة”.
وأشار إلى أن نساء شرق السودان يعشن ظروفاً صعبة، خاصة في المناطق النائية والجبال، حيث تفتقر تلك المناطق إلى أبسط مقومات الحياة.
وأكد أن النساء دفعن ثمناً باهظاً بسبب النزاع، لا سيما المعيلات اللواتي تضررن جراء الدمار الواسع للبنية التحتية وسبل العيش. وأوضح أنهن يواجهن تحديات جسيمة، منها التهجير القسري وصعوبات العيش، ما يتطلب جهوداً مكثفة لتحسين أوضاعهن.