أسفر قصف جوي جديد في ولاية شمال دارفور عن مقتل وإصابة 47 شخصاً، في مجزرة مروعة تضاف إلى سلسلة من الهجمات العنيفة التي يشهدها السودان. وقع الهجوم في منطقة مكتظة بالسكان، حيث تعرض سوق محلي ومنازل مدنية للقصف العنيف، مما تسبب في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة.
وبحسب مصادر محلية، استهدف القصف الجوي منطقة أم عجاج الواقعة جنوب مدينة الفاشر. وقد لقي 27 شخصاً مصرعهم على الفور، بينما أصيب 20 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. وتسبب القصف في تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، مما أجبر سكان المنطقة على الفرار بحثاً عن الأمان.
كما أثارت المجزرة غضباً واسعاً بين السكان المحليين، الذين نددوا بالاستخدام المفرط للقوة العسكرية واستهداف المدنيين الأبرياء. وصرحت منظمات حقوق الإنسان بأن هذه الهجمات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يتم استهداف مناطق مدنية لا علاقة لها بالنزاع المسلح.
وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أعمال العنف في دارفور منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي. وقد أدت المعارك إلى تدمير البنية التحتية، ونزوح آلاف الأسر، وتفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.
دعا ناشطون ومنظمات دولية إلى فتح تحقيق مستقل في المجزرة ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم. كما طالبت الأمم المتحدة بضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وقال أحد الناشطين المحليين: “ما يحدث في دارفور هو كارثة إنسانية حقيقية. يجب على المجتمع الدولي التدخل لإنهاء هذه المأساة المستمرة وحماية الأبرياء”.
مع استمرار الصراع وتصاعد العنف، تتزايد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين. ومع ذلك، يظل الوضع في السودان معقداً، مع غياب إرادة سياسية حقيقية لحل النزاع بشكل سلمي ومستدام.
تبقى هذه المجزرة تذكيراً مأساوياً بالمعاناة التي يعيشها سكان دارفور، مما يزيد من الضغط على المجتمع الدولي للتحرك بشكل أسرع وفعّال لوقف هذه الانتهاكات وإنهاء الصراع في السودان.