شهدت العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الثلاثاء تصعيداً عسكرياً جديداً، بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة مطار الخرطوم الدولي ومحطة المرخيات التحويلية للكهرباء في مدينة أم درمان، وذلك قبل أقل من يوم من الموعد المعلن لإعادة تشغيل المطار أمام الرحلات الداخلية.
ووقعت الهجمات في ساعات الفجر الأولى، حيث سُمع دوي انفجارات قوية في محيط المطار، تزامناً مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة وإطلاق الدفاعات الجوية التابعة للجيش نيرانها لاعتراضها.
أفاد شهود عيان من الأحياء المجاورة بأن أكثر من ثماني طائرات مسيّرة شاركت في الهجوم، استهدفت مواقع داخل المطار ومحطة الكهرباء في أم درمان.
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع نفذت العملية، في وقت تمكنت فيه الدفاعات الجوية من إسقاط عدد من الطائرات بينما أصابت أخرى أهدافها.
وأشار مصدر عسكري إلى أن الخسائر الأولية محدودة، ولا تزال السلطات المختصة تُجري تقييماً شاملاً للأضرار، في انتظار بيان رسمي لتوضيح ملابسات الحادثة.
يرى مراقبون أن توقيت الهجوم يحمل أبعاداً سياسية وأمنية، إذ يأتي بالتزامن مع جهود الحكومة السودانية لإعادة تشغيل المطار بعد توقف دام أكثر من عامين بسبب الحرب.
واعتبرت المصادر أن العملية تهدف إلى إظهار استمرار هشاشة الوضع الأمني في العاصمة، ومنع عودة الحركة الجوية التي يُنظر إليها كرمز لبدء مرحلة من الاستقرار النسبي.
كانت سلطة الطيران المدني السودانية قد أعلنت يوم الاثنين 20 أكتوبر عن صدور نشرة الطيارين (NOTAM)، التي تؤكد استئناف الرحلات الداخلية من مطار الخرطوم الدولي اعتباراً من الأربعاء 22 أكتوبر 2025.
وذكرت السلطة أن القرار جاء بعد استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية، بما في ذلك صيانة صالات الركاب ومركز الملاحة الجوية، وإعادة تأهيل الساحات الخارجية.
خرج مطار الخرطوم عن الخدمة منذ منتصف أبريل 2023 بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وامتداد القتال إلى داخل المطار.
وخلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على المطار، التي استمرت حتى مارس 2025، تعرضت البنية التحتية لأضرار جسيمة شملت المدرجات وصالات السفر والمعدات الملاحية، مما أدى إلى خسائر قدرت بملايين الدولارات لشركات الطيران المحلية والدولية.
بدأت عمليات إعادة التأهيل خلال الأشهر الأخيرة بإشراف حكومي، وتمكنت من استعادة أجزاء كبيرة من المرافق المتضررة.
إلا أن الغارات الأخيرة تعيد طرح تساؤلات حول قدرة السلطات على تأمين المطار وضمان استمرارية التشغيل في ظل استمرار النزاع المسلح، خصوصاً مع ازدياد وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة في العاصمة ومناطق أخرى من السودان.