في حوار حصري مع منصة سينا، يتحدث محمد جبل سي، القيادي البارز في حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي، عن دوره في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، والتحديات الإنسانية والسياسية في السودان. جبل سي، بخبرته الواسعة في الشؤون الإنسانية بدارفور، يقدم رؤية مفصلة للأزمة، مع التركيز على بناء حكومة سلام مستدامة تعتمد على الوحدة والعدالة. في هذا الحوار، نستعرض الأسئلة والإجابات كما جاءت حرفياً من جبل سي، مع بعض السياق للربط بينها، لنعكس الرؤية الأصلية دون تعديل جوهري.
دوافع المشاركة في تحالف “تأسيس” ورؤية الصراع الحالي
سينا: كقيادي في حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي، ما هي الدوافع الرئيسية لانضمامكم إلى تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”؟ وما هي رؤيتكم لهذا التحالف في سياق الصراع الحالي؟
جبل سي: “نحن وآخرون من المؤسسين لهذا التحالف العظيم ولسنا منضمين، بل فكرة التحالف نفسه نابع من مقترحاتنا وللحركة مساهمة عظيمة في سبيل قيام تحالف السودان التأسيسي، وقناعتنا السياسية بمشروع السودان الحديث نابعة عن قناعة راسخة بأن السودان يحتاج إلى مظلة جامعة تُعلي من قيم الوحدة والسلام والعدالة. نحن نرى أن “تأسيس” ليس مجرد تحالف سياسي، بل منصة لإعادة بناء الثقة بين المكونات المختلفة ووضع أسس عملية لإيقاف الحرب وإيقاف مخططات التقسيم التي يسعي اليها مجموعة بورتسودان، ومعالجة جذور الأزمة السودانية بشكل شامل وعادل.”
التحديات الإنسانية: النزوح والجوع
سينا: في سياق الأوضاع الإنسانية الحالية في السودان، خاصة مع تفاقم النزوح والجوع، ما هي أبرز التحديات التي تواجه الشعب السوداني اليوم؟
جبل سي: “التحديات جسيمة أبرزها انعدام الأمن الغذائي وتزايد أعداد النازحين، وانهيار الخدمات الأساسية في مناطق واسعة. المواطن السوداني اليوم يقف في مواجهة أزمات مركبة من النزوح الجماعي إلى انعدام فرص العيش الكريم. المطلوب الآن استجابة إنسانية عاجلة بالتوازي مع مسار سياسي جاد لوقف نزيف الدم.”
أولويات الإغاثة في الفاشر ودارفور
سينا: كخبير في الشؤون الإنسانية، ما هي تصوراتكم لأولويات الإغاثة والشؤون الإنسانية، خاصة في مدينة الفاشر ومناطق أخرى متضررة؟
جبل سي: “الأولوية القصوى هي توفير الغذاء، الدواء، والمأوى للنازحين ولا ننسي أهلنا بقرية ترسين بجبل مرة هذه القرية التي تعرض لكارثة طبيعية من الانزلاقات الأرضية والتي راح ضحيتها عدد ليس بالصغير هنالك احصائيات، ولكن ليست دقيقة وفي هذا شرحنا بالعمل والتنسيق من الرفاق في الإدارة المدنية بمناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان لتقديم ومساعدة ما يمكن تقديمه. نحن نعمل على إنشاء شراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان وصول الإمدادات الإنسانية. كما نركز على حماية المدنيين وتأمين القوافل الإنسانية، لأن الإغاثة لا تعني فقط توفير الاحتياجات، بل أيضاً حماية الناس أثناء استلامها.”
التجربة الشخصية في دارفور والدروس المستفادة
سينا: كيف ساهمت تجربتك الشخصية في دارفور في تشكيل رؤيتك للعمل الإنساني؟ وما هي الدروس التي تعلمتها؟
جبل سي: “تجربتي في العمل الإنساني تشكل بشكل تدريجي من عملنا مع منظمات المجتمع المدني بدارفور المنظمات التطوعية ومراكز تدريبية وكذلك العمل مع المنظمات الدولية بمصر جعلتني أؤمن أن العمل الإنساني ليس عملاً موسمياً، بل هو التزام أخلاقي مستدام. الدرس الأهم أن السلام الحقيقي لا يتحقق دون عدالة اجتماعية وأن إشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار هو الطريق الوحيد لاستدامة أي جهد إنساني أو سياسي.”
تكشف هذه الإجابة عن تطور الرؤية الشخصية لجبل سي من خلال العمل الميداني.
التحديات في القوة المشتركة لحماية المدنيين
سينا: في سياق انضمام حركتكم إلى القوة المشتركة لحماية المدنيين، ما هي التحديات الرئيسية؟
جبل سي: “التحديات كانت كثيرة، أبرزها ضعف التمويل، نقص التدريب، وتعدد الاطراف المسلحة. ومع ذلك، نرى أن هذه القوة المشتركة هي كانت فرصة لإثبات جدية الفاعلين في حماية المدنيين لاسيما مسار دارفور، وهي اختبار حقيقي لإرادة الجميع، ولكن بكل اسف بعض من رفاقنا دمروا مشروع القوة المشتركة التي شكلناها بخروجهم من الحياد وانضموا الي صفوف جيش الحركة الإسلامية للقتال معهم.”
يعبر جبل سي عن الأسف لفشل المشروع بسبب انسحاب بعض الأطراف.
استراتيجيات تسهيل المساعدات الإنسانية
سينا: هل لديكم استراتيجيات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة؟
جبل سي: “نعم وضعنا خططا لفتح ممرات آمنة في المعابر التي تسيطر عليها قوات “تأسيس” وتنسيق مباشر مع المنظمات الدولية لتسهيل حركة القوافل. كما نعمل على إشراك الزعماء المحليين لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين بعيداً عن الاستغلال السياسي أو العسكري.”
تركز الإجابة على الخطط العملية لضمان الوصول الآمن.
إمكانية حكومة سلام مستدامة
سينا: كيف ترون إمكانية قيام حكومة سلام مستدام في السودان؟
جبل سي: “أن حكومة الوحدة والسلام التي تم اعلان مجلسها الرئاسي ورئيس الحكومة قادرة وبعد ان أداء الرئيس ونائبه وكل الاعضاد وحكام الأقاليم والسيد رئيس الوزارة، هذا الحكومة قادرة على بناء مشروع وطني جامع يقوم على العدالة تقاسم السلطة والثروة، وبناء مؤسسات قوية. وتقديم خدمات للشعوب السودانية هذا سيحقق الاستدامة دون ذلك، ستظل أي حكومة معرضة للانهيار. ولكن املي كبير في هذا الحكومة.”
يظهر جبل سي تفاؤلاً بقدرة الحكومة على الاستدامة من خلال العدالة وتقاسم السلطة.
العقبات الاقتصادية والأمنية أمام “تأسيس”
سينا: ما هي العثرات الاقتصادية والأمنية أمام تحالف تأسيس؟
جبل سي: “التحديات الاقتصادية تتمثل في الانهيار شبه الكامل للاقتصاد السوداني، فيما تتجسد التحديات الأمنية في تعدد مراكز السلاح وتفشي الانتهاكات. لكننا نرى أن الإرادة السياسية الجادة مع دعم المجتمع الدولي يمكن أن يحولا هذه التحديات إلى فرص لبناء سلام مستدام.”
هنا، يتحدث عن التحديات مع إمكانية تحولها إلى فرص.
تمثيل النساء والشباب في التحالف
سينا: كيف يتعامل تحالف تأسيس مع قضايا تمثيل النساء والشباب؟
جبل سي: “نحن ملتزمون بالدستور الانتقالي لجمهورية السودان بإشراك النساء والشباب في مواقع القرار ليس كشكلٍ رمزي، بل كقوة حقيقية للتغيير. وضعنا خططاً لتعزيز مشاركتهم من خلال التدريب، وبناء القدرات، وإشراكهم في مفاوضات السلام وصياغة السياسات والقرارات.”
يؤكد الالتزام بالإشراك الحقيقي للنساء والشباب.
يأتي هذا الحوار في ظل أزمة سودانية معقدة، حيث يقدم جبل سي رؤية متفائلة مدعومة بخبرة ميدانية. سينا تتابع التطورات لتقديم تغطية شاملة.
حصرياً على سينا: محمد جبل سي يتحدث عن حكومة السلام
